books

طريقة كتابة فصل الدراسات السابقة (Literature Review) بالتفصيل

15 أكتوبر 2025
عدد المشاهدات (23 مشاهدة)

يُعد فصل الدراسات السابقة أحد الأعمدة الأساسية لأي بحث علمي أكاديمي، سواء على مستوى الماجستير أو الدكتوراه أو حتى مشاريع التخرج الجامعية. فالبحث العلمي لا يبدأ من فراغ، بل يبني على جهود الباحثين السابقين، ويستعرض ما تم التوصل إليه من نتائج ونظريات ذات صلة بمشكلة البحث الحالية. لذلك، فإن فهم طريقة كتابة فصل الدراسات السابقة بالتفصيل يُمثل خطوة حاسمة لضمان جودة الأطروحة العلمية ومنطقيتها الأكاديمية.

هذا الفصل لا يهدف فقط إلى عرض الدراسات السابقة، بل يتطلب قدرة الباحث على تحليلها، نقدها، وربطها بإشكاليته الخاصة. وفي هذا الدليل، سنستعرض كيفية بناء هذا الفصل بطريقة منهجية وعملية، بدءًا من اختيار الدراسات المناسبة، وحتى تنظيم المحتوى وربطه بسؤال البحث.


ما هو فصل الدراسات السابقة (Literature Review)؟

فصل الدراسات السابقة، أو مراجعة الأدبيات، هو الجزء الذي يقدّم فيه الباحث عرضًا تحليليًا ونقديًا لما كُتب ونُشر سابقًا حول موضوع بحثه. ويُعد هذا الفصل بمثابة خريطة معرفية توضح للقارئ ما الذي تم بحثه فعلاً، وأين تقع مشكلة البحث ضمن هذه الخريطة.

لا يقتصر دور هذا الفصل على “عرض الدراسات”، بل يجب أن يُظهر فيه الباحث:

  • ما تم الاتفاق عليه علميًا حول الموضوع.

  • التناقضات أو الثغرات في الأدبيات.

  • التوجهات المنهجية المختلفة في دراسة الموضوع.

  • كيف سيسهم بحثه في سد فجوة معرفية قائمة.

بهذا، فإن كتابة هذا الفصل لا تعني تجميع مجموعة من الدراسات فقط، بل تتطلب مهارة في التحليل والتركيب والنقد، مما يعكس عمق فهم الباحث للمجال.


الفرق بين Literature Review والإطار النظري

يخلط العديد من الطلاب بين فصل الدراسات السابقة (Literature Review) وفصل الإطار النظري (Theoretical Framework)، رغم أن لكل منهما وظيفة مختلفة داخل البحث.

  • فصل الدراسات السابقة يركّز على ما كُتب ونُشر من أبحاث وتجارب ودراسات تطبيقية حول الموضوع، ويُعرض فيها الباحث الجهود السابقة، الاتجاهات البحثية، والأساليب المستخدمة في دراسة المشكلة أو ما يشابهها.

  • أما الإطار النظري فهو يركّز على النظريات والنماذج التفسيرية التي يعتمد عليها الباحث في تحليل الظاهرة المدروسة. وغالبًا ما يُستقى هذا الإطار من المدارس الفكرية والنظرية الكبرى في التخصص.

بعبارة أخرى:
الدراسات السابقة تُجيب عن سؤال: “ماذا قالت الأبحاث السابقة حول هذه المشكلة؟”
بينما الإطار النظري يُجيب عن: “من أي منظور نظري سأفسّر هذه المشكلة؟”

من المهم جدًا أن يفرّق الباحث بين الفصلين، وأن لا يخلط بين عرض نتائج الدراسات وبين عرض النظريات.



أنواع مراجعة الأدبيات

قبل البدء بكتابة فصل الدراسات السابقة، من الضروري أن يفهم الباحث أن مراجعة الأدبيات لا تأخذ شكلًا واحدًا، بل هناك أنواع مختلفة من المراجعات، ولكل نوع خصائصه وأهدافه. اختيار النوع الأنسب يعتمد على طبيعة البحث، منهجيته، وحجم المادة العلمية المتوفرة.

فيما يلي أشهر أنواع مراجعة الأدبيات التي يجب التعرف عليها:

  1. المراجعة السردية (Narrative Review):
    وهي النوع الأكثر شيوعًا، حيث يعرض الباحث بشكل سردي ما توصلت إليه الدراسات السابقة حول موضوع بحثه. يتم فيه تجميع وتحليل وتلخيص الدراسات بطريقة وصفية، دون التزام بمنهجية تحليل صارمة. يُستخدم هذا النوع غالبًا في البحوث النظرية أو في بداية الأبحاث الاستكشافية.

  2. المراجعة المنهجية (Systematic Review):
    تُعد من أكثر الأنواع صرامة ودقة، حيث يتبع الباحث خطوات منهجية محددة لجمع وتحليل الدراسات. يتم تحديد معايير دقيقة لاختيار الدراسات، ويتم تقييم جودتها بدقة. هذا النوع يُستخدم كثيرًا في البحوث الطبية والتجريبية، حيث يكون الهدف استخلاص استنتاجات عامة مدعومة بأدلة قوية.

  3. المراجعة التراكمية (Integrative Review):
    تجمع بين المراجعة النظرية والتحليل النقدي، وتهدف إلى تقديم رؤية شاملة تجمع ما بين النتائج، المناهج، والأطر النظرية. يُستخدم هذا النوع في التخصصات التي تجمع بين العلوم الاجتماعية والطبية أو التربوية.

  4. المراجعة النقدية (Critical Review):
    لا يقتصر دور الباحث هنا على العرض أو التلخيص، بل يتعدى ذلك إلى نقد الدراسات السابقة وتقييم نقاط القوة والضعف فيها. هذا النوع يتطلب مستوى متقدمًا من التحليل النقدي، وغالبًا ما يُستخدم لتأسيس رؤية جديدة حول موضوع البحث.

فهم هذه الأنواع يساعد الباحث على اختيار الاستراتيجية المناسبة في كتابة فصل الدراسات السابقة، ويعزز من قوة مخرجاته الأكاديمية.


خطوات التحضير لكتابة الفصل

كتابة فصل الدراسات السابقة لا تبدأ بالكتابة نفسها، بل تمر بعدة مراحل تحضيرية أساسية. هذه المرحلة التمهيدية توفر على الباحث الكثير من الوقت لاحقًا، وتمنحه وضوحًا في الرؤية.

  1. تحديد سؤال البحث أو المشكلة:
    قبل البحث عن الدراسات، يجب أن يكون لديك فهم واضح لسؤالك أو المشكلة التي تسعى لمعالجتها. هذا التحديد يوجّهك نحو الأدبيات ذات الصلة بدقة.

  2. تحديد الكلمات المفتاحية:
    ابحث عن الكلمات المفتاحية المرتبطة بموضوعك باللغتين العربية والإنجليزية. استخدمها للبحث في قواعد البيانات والمكتبات الإلكترونية.

  3. تجميع الدراسات:
    ابدأ بجمع الدراسات المهمة من مصادر أكاديمية موثوقة، مثل Google Scholar، PubMed، Scopus، ResearchGate. احرص على تنويع المصادر بين مقالات علمية، رسائل ماجستير، كتب، تقارير بحثية.

  4. تصنيف الدراسات حسب الأهمية والصلة:
    رتّب الدراسات بحسب ارتباطها المباشر بموضوعك. يُفضل التركيز على الأبحاث المنشورة خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما لم تكن هناك دراسات تأسيسية قديمة مهمة.

  5. تنظيم المراجع:
    استخدم برامج إدارة المراجع مثل Zotero أو Mendeley منذ البداية لتوفير الوقت في توثيق المصادر لاحقًا.

هذه الخطوات ليست فقط تمهيدًا لكتابة الفصل، بل هي حجر الأساس الذي سيُبنى عليه كامل المحتوى الأكاديمي للفصل الثاني من الرسالة.


كيفية اختيار الدراسات المناسبة للمراجعة

ليس كل ما يُنشر يصلح لأن يُدرج في فصل الدراسات السابقة. اختيار الدراسات المناسبة هو فن وعلم في آن واحد، ويتطلب وعيًا بمعايير التقييم العلمي. فيما يلي معايير أساسية لاختيار الدراسات التي سيتم عرضها:

  1. الحداثة (Recency):
    كلما كانت الدراسة أحدث، كلما عكست التوجهات الحديثة في المجال. حاول تضمين أكبر عدد ممكن من الدراسات التي نُشرت خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما لم تكن هناك دراسات كلاسيكية أساسية.

  2. الصلة بالموضوع (Relevance):
    يجب أن تكون الدراسة مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بسؤال البحث أو أحد محاوره الأساسية. الابتعاد عن الدراسات الجانبية أو غير المرتبطة سيضعف جودة الفصل.

  3. المنهجية (Methodology):
    اختر الدراسات التي استخدمت مناهج علمية قوية ومناسبة. يُفضّل تضمين دراسات متنوعة من حيث المنهج (كمية، نوعية، مختلطة) إذا كان ذلك يخدم موضوعك.

  4. نوع المصدر:
    الأفضل دائمًا الاعتماد على مصادر محكمة (peer-reviewed). تجنّب المقالات الصحفية أو المنتديات أو المدونات الشخصية.

  5. التنوع الجغرافي والزمني:
    لا تركّز فقط على دراسات في بلد واحد أو فترة زمنية واحدة، خاصة إذا كان موضوعك عالميًا أو عامًا. التنوع يعزز قوة التحليل والمقارنة.

باتباع هذه المعايير، سيكون لديك قاعدة قوية من الدراسات التي تُشكّل محتوى غنيًا ومتكاملًا لفصل المراجعة الأدبية في بحثك.



تنظيم الدراسات داخل الفصل

بعد جمع الدراسات المناسبة، يأتي التحدي الأكبر وهو: كيف يمكن تنظيم هذا الكم من المعلومات في فصل مترابط وسهل الفهم؟ الحقيقة أن طريقة تنظيم الدراسات داخل فصل الدراسات السابقة تؤثر بشكل كبير على قوة الفصل ومدى إقناع القارئ بوجود فجوة بحثية حقيقية تستحق الدراسة.

هناك عدة طرق لتنظيم عرض الدراسات، ويُفضل أن يختار الباحث الطريقة التي تتماشى مع طبيعة بحثه:

  1. التنظيم حسب التسلسل الزمني:
    في هذه الطريقة، تُعرض الدراسات من الأقدم إلى الأحدث أو بالعكس. تساعد هذه الطريقة في إظهار تطور الموضوع أو النظريات عبر الزمن. وهي مناسبة خصوصًا عندما يكون الهدف تتبع تطور المفهوم أو الظاهرة.

  2. التنظيم حسب الموضوع أو الفئة:
    يمكن تقسيم الفصل إلى أقسام أو محاور رئيسية بناءً على الموضوعات الفرعية أو الاتجاهات البحثية. مثلًا: دراسات حول العوامل المؤثرة، دراسات حول النتائج، دراسات استخدمت منهجًا معينًا… إلخ. هذه الطريقة تسهّل المقارنة والتحليل.

  3. التنظيم حسب المنهج البحثي:
    عند وجود تباين كبير في المناهج المستخدمة (كمّي، نوعي، مختلط)، يمكن تنظيم الدراسات وفقًا لنوع المنهج، مع تحليل كيفية تأثير كل منهج على النتائج.

  4. التنظيم حسب الجغرافيا أو المجال التطبيقي:
    في بعض البحوث، يمكن عرض الدراسات وفقًا للبلد أو الإقليم الجغرافي، أو حسب المجال (تعليمي، صحي، اقتصادي…).

ليس من الضروري استخدام طريقة واحدة فقط، بل يمكن الدمج بين أكثر من طريقة، شرط أن يكون التنظيم منطقيًا ومترابطًا ويسهّل فهم تطور الأدبيات.


كيفية تلخيص وعرض كل دراسة

عند كتابة فصل الدراسات السابقة، لا يُطلب من الباحث نسخ أو إعادة سرد محتوى كل دراسة بالتفصيل، بل المطلوب هو تلخيص مركز وفعّال يوضح أهم عناصر الدراسة ويخدم هدف البحث.

عند تلخيص كل دراسة، يُفضّل أن تتضمن الفقرة العناصر التالية:

  1. اسم الباحث وسنة النشر:
    ابدأ بذكر المرجع بشكل واضح، مثل: “أشارت دراسة الخطيب (2020) إلى أن…”

  2. هدف الدراسة:
    ما هي المشكلة أو السؤال البحثي الذي تناولته الدراسة؟

  3. المنهجية:
    اذكر نوع المنهج المستخدم (كمّي، نوعي…)، وأداة جمع البيانات، والعينة المستهدفة إن كانت مهمة للسياق.

  4. النتائج الرئيسة:
    حدد النتائج الأهم التي تتعلق بموضوعك، وتجنّب الحشو أو التفاصيل غير الضرورية.

  5. الملاحظات أو نقاط القوة/الضعف:
    في بعض الحالات، يمكنك إبداء ملاحظة مختصرة حول جودة الدراسة أو مدى صلتها ببحثك.

مثال تطبيقي:
“أجرت العتيبي (2019) دراسة باستخدام المنهج الكمي لتحليل العلاقة بين الذكاء العاطفي والتحصيل الأكاديمي لدى طلبة المرحلة الثانوية في السعودية. وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة إيجابية دالة بين المتغيرين. وقد استخدمت الباحثة استبيانًا مقننًا على عينة مكونة من 200 طالب. وتُعد هذه الدراسة من الدراسات المهمة في المجال، لكنها تركزت على الذكور فقط، مما يقلل من إمكانية تعميم النتائج.”

بهذا النوع من العرض، يستطيع القارئ فهم جوهر كل دراسة بسرعة، كما يساعدك في الانتقال لاحقًا إلى مراحل التحليل والمقارنة بسلاسة.


التحليل والمقارنة بين الدراسات

الخطأ الشائع في فصل الدراسات السابقة هو الاكتفاء بعرض الدراسات واحدة تلو الأخرى دون القيام بأي تحليل أو ربط بينها. لكن المراجعة الأدبية الجيدة لا تقتصر على التلخيص، بل تشمل التحليل والمقارنة والنقد.

في هذا القسم، يُظهر الباحث مهارته العلمية في تحديد:

  1. أوجه التشابه:
    هل توصلت عدة دراسات إلى نتائج متشابهة؟ هل استخدمت مناهج متقاربة؟ هل ركزت على نفس الفئة المستهدفة؟

  2. أوجه الاختلاف:
    هل هناك دراسات توصلت إلى نتائج متناقضة؟ هل اعتمدت مناهج مختلفة أو عينات متباينة؟ هل اختلفت في طريقة تفسير النتائج؟

  3. الفجوات البحثية:
    هل هناك جوانب لم تتناولها الدراسات السابقة؟ هل توجد فئة مهمّشة أو متغير لم يُدرس كفاية؟

  4. مستوى التعميم:
    هل النتائج تنطبق على مجتمعات أو بيئات مختلفة؟ أم أنها محصورة في سياق محدد؟

مثال توضيحي:
“تشير كل من دراسة القحطاني (2018) والسعيدي (2021) إلى أن التفاعل الاجتماعي في الصفوف الافتراضية يعزز من دافعية الطلاب نحو التعلم. لكن دراسة العمري (2022) لم تجد علاقة دالة بين المتغيرين، وهو ما قد يُعزى إلى الفئة العمرية المختلفة المستخدمة في تلك الدراسة.”

هذا النوع من المقارنات يُعد جوهر الفصل، لأنه يساعد في رسم ملامح المشكلة البحثية، وتحديد موقع بحثك من بين ما كُتب سابقًا.



كيفية بناء تسلسل منطقي للفصل

من أكثر المشكلات التي تواجه الباحثين في كتابة فصل الدراسات السابقة هي فقدان الترابط بين الفقرات، مما يجعل الفصل يبدو وكأنه مجموعة من الملخصات المنفصلة دون وحدة موضوعية. ولذلك، فإن بناء تسلسل منطقي في عرض الدراسات يُعد خطوة أساسية لنجاح الفصل.

إليك بعض النصائح العملية لبناء تسلسل منطقي ومتناسق:

  1. ابدأ من العام إلى الخاص
    ابدأ بعرض الدراسات العامة التي تناولت الموضوع بشكل واسع، ثم انتقل تدريجيًا إلى الدراسات التي تلامس إشكالية بحثك بشكل مباشر. هذا التسلسل يُظهر تطور التفكير البحثي.

  2. استخدم عناوين فرعية واضحة
    قسّم الفصل إلى محاور أو مواضيع فرعية واستخدم عناوين تنقل القارئ بين هذه المحاور بسلاسة. مثال: دراسات تناولت الجانب النظري، دراسات تناولت الأثر، دراسات حول التحديات، وهكذا.

  3. اربط بين الفقرات بجمل انتقالية
    بعد كل دراسة أو مجموعة من الدراسات، أضف جملة انتقالية توضّح ما يليها وتربطها بالسياق. مثال: “وفي السياق ذاته، ركّزت دراسة أخرى على الجانب العملي للمشكلة…”

  4. التدرج في العمق والتحليل
    لا تبدأ بتحليلات عميقة مباشرة. قدّم أولًا عرضًا موجزًا، ثم انتقل تدريجيًا إلى التحليل والمقارنة والنقد، مما يخلق تدفقًا منطقيًا في البناء.

  5. خصص فقرة ختامية تربط كل ما سبق
    في نهاية الفصل أو كل محور، أضف فقرة تلخص ما تم التوصل إليه، وتُهيئ القارئ لما سيأتي لاحقًا في البحث.

بهذه الطريقة، تُظهر للقارئ أنك لا تكتب مجرد تلخيصات، بل تبني حجة علمية متماسكة تُمهّد لمشكلتك البحثية بشكل منطقي ومدروس.


كيفية نقد الدراسات السابقة بطريقة أكاديمية

واحدة من أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها الباحث هي القدرة على نقد الدراسات السابقة بشكل علمي دون أن يقع في فخ التجريح أو الانطباعية. النقد الأكاديمي لا يعني رفض الدراسة، بل يعني تحليلها وتقييمها من حيث القوة والضعف، ومدى مناسبتها لموضوع البحث.

فيما يلي بعض الجوانب التي يمكن للباحث التركيز عليها عند نقد دراسة سابقة:

  1. مدى صلة الدراسة بموضوع البحث
    هل ركزت الدراسة السابقة على نفس المشكلة أو المتغيرات؟ هل يمكن تعميم نتائجها على المجال الذي تبحث فيه؟

  2. جودة المنهج المستخدم
    هل استخدم الباحث منهجًا مناسبًا؟ هل كانت أدوات القياس موثوقة وصادقة؟ هل تم اختيار العينة بطريقة علمية؟

  3. حدود الدراسة
    ما هي القيود التي أشار إليها الباحث؟ وهل تؤثر هذه القيود على نتائج الدراسة أو قابليتها للتطبيق؟

  4. التحيزات الممكنة
    هل كانت هناك مؤشرات على تحيز في اختيار العينة؟ أو تفسير النتائج؟ أو صياغة الأسئلة؟

  5. الاتساق في النتائج
    هل تتفق نتائج الدراسة مع غيرها من الدراسات؟ إذا اختلفت، هل قدم الباحث تفسيرًا منطقيًا لهذا الاختلاف؟

مثال تطبيقي على نقد أكاديمي:
“رغم أهمية دراسة الأحمدي (2020) في تحليل أثر بيئة التعلم الإلكتروني على التحصيل، إلا أن حجم العينة المستخدم (35 طالبًا فقط) يُعد محدودًا، مما قد يؤثر على إمكانية تعميم النتائج. كما أن الدراسة لم تُشر بوضوح إلى اختبار صدق الأداة المستخدمة، وهو ما يطرح تساؤلات حول موثوقية النتائج.”

النقد العلمي المتزن يُعزز من قيمة فصل الدراسات السابقة، ويُظهر قدرة الباحث على التقييم والتحليل بدلاً من الاكتفاء بالعرض السطحي.


ربط فصل الدراسات السابقة بمشكلة البحث

بعد عرض الدراسات وتحليلها، لا بد من توجيه القارئ نحو موقع مشكلة البحث داخل السياق الأدبي الذي تم استعراضه. هذا الربط هو ما يجعل الفصل ذا قيمة فعلية، ويُبرر سبب وجود الدراسة الحالية.

لتحقيق ذلك، يجب أن يركز الباحث في الفقرة أو الصفحات الأخيرة من الفصل على:

  1. تلخيص أهم ما توصّلت إليه الأدبيات
    اختر الأفكار أو النتائج أو الثغرات الأكثر ارتباطًا بمشكلتك البحثية.

  2. توضيح الفجوة البحثية
    ما الذي لم تتم معالجته حتى الآن في الدراسات السابقة؟ هل هناك زاوية جديدة؟ مجتمع مختلف؟ متغير مهمل؟

  3. الإشارة إلى مساهمة البحث الحالي
    كيف سيُساهم بحثك في سد هذه الفجوة؟ أو اختبار شيء لم يُختبر من قبل؟ أو تطوير ما سبق؟

مثال على الربط:
“على الرغم من كثرة الدراسات التي تناولت دور التكنولوجيا في التعليم الجامعي، إلا أن معظمها ركّز على الجوانب الفنية أو التقنية، في حين أن التأثير النفسي والاجتماعي على الطلاب في البيئة العربية لم يُدرس بعمق. وهنا تأتي أهمية هذا البحث في سد هذه الفجوة.”

هذا الربط ضروري قبل الانتقال إلى الفصل التالي، لأنه يُبرر للقارئ لماذا يستحق موضوعك الدراسة، ويُعطي بحثك مبررًا علميًا قويًا.


خدمة إعداد الدراسات السابقة العربية أو الأجنبية

 


التوثيق الصحيح للدراسات

من أهم عناصر كتابة فصل الدراسات السابقة بشكل أكاديمي احترافي هو التوثيق السليم للمصادر. التوثيق لا يُظهر فقط أمانة الباحث العلمية، بل يُعطي مصداقية لفصل الدراسات ويتيح للقارئ العودة إلى المصادر بسهولة.

هناك عدة أنماط شائعة للتوثيق في الأبحاث العلمية، أبرزها:

  1. أسلوب APA (American Psychological Association)
    الأكثر استخدامًا في العلوم الاجتماعية والتربوية والنفسية.
    مثال في المتن:
    (العنزي، 2020) أو (Al-Anzi, 2020)
    مثال في قائمة المراجع:
    العنزي، محمد. (2020). أثر استخدام الواقع الافتراضي في تنمية المهارات اللغوية. مجلة العلوم التربوية، 32(2)، 45–60.

  2. أسلوب MLA (Modern Language Association)
    يُستخدم في العلوم الإنسانية والأدبية.
    مثال في المتن:
    العنزي 45
    مثال في قائمة المراجع:
    العنزي، محمد. أثر استخدام الواقع الافتراضي. مجلة العلوم التربوية، المجلد 32، العدد 2، 2020، ص. 45–60.

  3. أسلوب شيكاغو (Chicago Style)
    يُستخدم في التاريخ، وبعض الدراسات الإنسانية.
    له نوعان: توثيق داخل الهوامش أو بالنظام الأبجدي في النهاية.

نصائح لتوثيق فعال:

  • استخدم برنامجًا لإدارة المراجع مثل Zotero أو Mendeley لتسهيل تنظيم وتنسيق المراجع.

  • التزم بأسلوب توثيق واحد طوال البحث.

  • تحقق من دليل الجامعة أو الجهة الأكاديمية لمعرفة النمط المعتمد.

توثيق الدراسات بدقة يوفّر وقتًا وجهدًا لاحقًا، ويساعد في تجنب مشكلات الانتحال أو التكرار غير المقصود.


أخطاء شائعة في كتابة الفصل وكيفية تجنبها

رغم أن كتابة فصل الدراسات السابقة تبدو بسيطة في ظاهرها، إلا أن كثيرًا من الباحثين يقعون في أخطاء شائعة تؤثر على جودة الفصل ومصداقيته الأكاديمية. إليك أبرز هذه الأخطاء مع طرق تجنبها:

  1. العرض السطحي دون تحليل
    الخطأ: الاكتفاء بعرض الدراسات دون تحليل أو مقارنة.
    الحل: لا تكتفِ بالملخصات، بل اربط بين الدراسات، قارن بينها، واستخرج منها أنماطًا أو تناقضات.

  2. التكرار أو التداخل بين الفقرات
    الخطأ: إعادة نفس الأفكار أو الدراسات أكثر من مرة بصيغ مختلفة.
    الحل: راجع هيكل الفصل جيدًا، ووزّع المحتوى بشكل متوازن لتجنّب التكرار.

  3. تجاهل التوثيق أو استخدامه بشكل غير سليم
    الخطأ: نسيان توثيق بعض الاقتباسات أو التوثيق بطريقة خاطئة.
    الحل: استخدم أدوات إلكترونية للمراجع، وتأكد من نمط التوثيق المطلوب.

  4. غياب الفجوة البحثية
    الخطأ: عرض الدراسات بشكل مكثف دون توضيح ماذا ينقصها أو ما الجديد في بحثك.
    الحل: في نهاية الفصل، اربط بذكاء بين ما عُرض وبين ما ستُضيفه أنت في دراستك.

  5. استخدام مصادر غير أكاديمية
    الخطأ: الاعتماد على مواقع غير علمية أو مدونات أو مصادر غير محكمة.
    الحل: استخدم فقط المصادر العلمية المحكمة (دوريات، أطروحات، كتب أكاديمية، مقالات علمية).

تفادي هذه الأخطاء يعزز من جودة فصل الدراسات السابقة، ويُظهر قدرة الباحث على الالتزام بالمعايير الأكاديمية الدقيقة.


نموذج عملي لفصل دراسات سابقة

لكي تكتمل الصورة، من المفيد أن نعرض نموذجًا عمليًا لفصل دراسات سابقة، يُظهر كيفية الربط بين عرض الدراسات، تحليلها، وتنظيمها بشكل متماسك.

مثال موجز (مقتطف من فصل حقيقي):

عنوان الفصل: مراجعة الأدبيات المتعلقة بالتعلم الإلكتروني والتحصيل الأكاديمي

مقدمة الفصل:
شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا في الاهتمام باستخدام التعلم الإلكتروني في المؤسسات التعليمية، وقد تناولت العديد من الدراسات العلاقة بين استخدام التكنولوجيا والتحصيل الأكاديمي. في هذا الفصل، سيتم استعراض وتحليل الدراسات ذات الصلة بهذا الموضوع.

المحور الأول: دراسات تناولت أثر المنصات التعليمية على التحصيل
أشارت دراسة الزهراني (2018) إلى وجود علاقة إيجابية بين استخدام منصة “مدرستي” ومستوى التحصيل في مادة الرياضيات لدى طلاب المرحلة الثانوية. استخدمت الدراسة منهجًا كميًا على عينة مكونة من 120 طالبًا، وخلصت إلى توصيات بزيادة دمج المنصات في العملية التعليمية.

المحور الثاني: دراسات مقارنة بين التعليم التقليدي والإلكتروني
وجدت دراسة الرشيدي (2019) أن طلاب المجموعة التي استخدمت التعليم الإلكتروني حققوا نتائج أفضل من المجموعة التقليدية، خاصة في المهارات التطبيقية. ومع ذلك، أشار الباحث إلى أن ضعف البنية التحتية قد يحدّ من فعالية التجربة في بعض المدارس.

تحليل الفجوات
بالرغم من كثرة الدراسات، إلا أن القليل منها ركز على المرحلة الجامعية في السياق العربي، كما أن معظم الدراسات اعتمدت على أدوات قياس ذاتية دون توثيق ميداني للأداء الفعلي، مما يُبرز الحاجة إلى دراسات أعمق وأدوات أكثر دقة.

هذا النموذج يُظهر كيف يمكن تنظيم الفصل بشكل موضوعي، وتحليل الدراسات بعمق، وبناء تمهيد قوي لمشكلة البحث.


الأسئلة الشائعة حول طريقة كتابة فصل الدراسات السابقة

1. ما الفرق بين فصل الدراسات السابقة والإطار النظري في البحث العلمي؟
فصل الدراسات السابقة يركّز على عرض وتحليل ما نُشر من أبحاث ودراسات حول موضوع البحث، بينما الإطار النظري يقدّم الخلفية النظرية والمفاهيم التي يستند إليها الباحث في تفسير المشكلة المدروسة.


2. كم عدد الدراسات التي يجب تضمينها في فصل الدراسات السابقة؟
لا يوجد عدد ثابت، ولكن يُفضل أن يكون العدد كافيًا لتغطية جوانب المشكلة البحثية بشكل شامل، مع التركيز على الدراسات الحديثة والمرتبطة مباشرة بموضوع البحث.


3. هل يجب أن أقوم بتحليل كل دراسة في فصل الأدبيات؟
نعم، يُفضل تحليل الدراسات وليس مجرد تلخيصها. التحليل يُظهر قدرتك كباحث على فهم الأدبيات، واستخلاص الأنماط، وتحديد الفجوات البحثية.


4. هل يمكن استخدام دراسات غير محكمة في الفصل؟
يُفضل استخدام الدراسات المحكمة (Peer-reviewed) لضمان جودة ومصداقية المراجع، لكن يمكن في بعض الحالات الاستعانة بتقارير رسمية أو كتب موثوقة إذا كانت ذات صلة مباشرة بموضوع البحث.


5. ما هو أفضل نمط لتوثيق الدراسات في فصل المراجعة الأدبية؟
يعتمد ذلك على متطلبات الجامعة أو المجلة العلمية. أكثر الأنماط شيوعًا هي APA، MLA، وChicago. يُنصح باستخدام برنامج مثل Zotero أو Mendeley لتنسيق المراجع بشكل آلي ودقيق.


الخاتمة:

بعد أن استعرضنا طريقة كتابة فصل الدراسات السابقة بالتفصيل، يتضح لنا أن هذا الفصل ليس مجرد تجميع للمعلومات أو إعادة صياغة لما كُتب، بل هو عملية فكرية تحليلية عميقة تُظهر قدرة الباحث على فهم مجاله العلمي وتحديد موقع دراسته داخله.

يمكن تلخيص أهم ما يجب التركيز عليه في النقاط التالية:

  • اختيار الدراسات الأكثر صلة بموضوع البحث.

  • تنظيم المحتوى بشكل منطقي (زمني، موضوعي، منهجي…).

  • التحليل والمقارنة بين الدراسات وليس فقط تلخيصها.

  • توثيق المصادر بطريقة أكاديمية صحيحة.

  • ربط الفصل بمشكلة البحث وتوضيح الفجوة البحثية بوضوح.

وأخيرًا، لا تتردد في العودة إلى فصل الدراسات السابقة خلال تقدمك في كتابة باقي فصول الرسالة، فقد تكتشف أنك بحاجة إلى تحديثه أو تطوير بعض محاوره، خصوصًا إذا ظهرت دراسات حديثة تدعم توجهك البحثي.

خدمات بحث أكاديمي موثوقة وفق معايير دقيقة لجميع التخصصات.

التعليقات

تعرف على خدماتنا
خدمة إعداد العروض التقديمية
icon
خدمة إعداد العروض التقديمية
خدمة إعداد الحقائب التدريبية
icon
خدمة إعداد الحقائب التدريبية
خدمة كتابة خطاب الغرض من الدراسة
icon
خدمة كتابة خطاب الغرض من الدراسة
استشارات الإطار النظري والدراسات السابقة
icon
استشارات الإطار النظري والدراسات السابقة
استشارات خطة البحث العلمي
icon
استشارات خطة البحث العلمي
خدمة التحرير المكثف للبحوث العلمية
icon
خدمة التحرير المكثف للبحوث العلمية
خدمة فحص السرقة العلمية ونسبة الاستلال
icon
خدمة فحص السرقة العلمية ونسبة الاستلال
خدمة تحليل السلاسل الزمنية
icon
خدمة تحليل السلاسل الزمنية
إعادة الصياغة وتقليل نسب الاستلال
icon
إعادة الصياغة وتقليل نسب الاستلال
التحليل الإحصائي ببرنامج SAS
icon
التحليل الإحصائي ببرنامج SAS
التحليل الإحصائي ببرنامج SPSS
icon
التحليل الإحصائي ببرنامج SPSS
الإحصاء الوصفي
icon
الإحصاء الوصفي
الإحصاء الاستدلالي
icon
الإحصاء الاستدلالي
خدمة تنظيف البيانات
خدمة تنظيف البيانات
النقد الأكاديمي
icon
النقد الأكاديمي
احصل على استشارة مجانية من الخبراء
whatsapp