يُستخدم التحليل الإحصائي على نطاق واسع في مختلف المجالات الحياتية سواء المتعلقة بالأعمال التجارية والتسويق أو البحث العلمي أو الأعمال الحكومية وغيرها، كونه يساعدنا على تنظيم البيانات واكتشافها وتفسيرها، لذلك فالتحليل الإحصائي خطوة أساسية في عملية صنع القرار والتخطيط للمستقبل.
وعلم الإحصاء كباقي العلوم في تطور مستمر ليتواكب مع التطورات التكنولوجية، وضخامة البيانات التي تحتاج إلى المعالجة والتحليل. سنتناول في هذا المقال التعريف بالتحليل الإحصائي، أهميته، وأنواعه الأساسية.
ما هو التحليل الإحصائي في البحث العلمي:
التحليل الإحصائي في البحث العلمي هو “تلك العملية التي يجري من خلالها تجهيز البيانات باستخدام كافة الطرق سواء الرياضية أم المنطقية، وذلك من أجل الوصول إلى معلومات مفيدة يمكن اتخاذ القرارات بناء عليها”.
تعريف التحليل الإحصائي:
يعرف التحليل الإحصائي على أنه “عملية تهتم بتجميع المعلومات والبيانات وتصنيفها وتبويبها، ومن ثم إجراء بعض المعادلات الإحصائية عليها بغرض استخراج النتائج التي يعتمد عليها الباحث في معالجة الجانب النظري والعملي للدراسة التي هو بصددها”.
أهمية التحليل الإحصائي في البحث العلمي:
يمكن توضيح أهمية التحليل الإحصائي في البحث العلمي من خلال النقاط التالية:
- التحليل الإحصائي أداة أساسية لضمان دقة البيانات المجمعة. كونه يعتمد على أساليب رياضية ومنهجية لتحليل البيانات بطريقة منهجية وغير متحيزة.
- يضمن التحليل الإحصائي للباحث الوقوع في خطأ التحيز الشخصي أو الأخطاء الحسابية، مما قد يؤدي إلى استنتاجات غير صحيحة.
- يُمَكِن الباحث من اختبار صحة الفرضيات التي يعتمد عليها البحث عن طريق مقارنة البيانات الفعلية بالفرضيات المتوقعة واستخدام اختبارات إحصائية لتحديد ما إذا كانت العلاقات أو الفروقات بين المتغيرات المدروسة ذات دلالة إحصائية أم لا.
- يساعد التحليل الإحصائي الباحثين في تحليل البيانات الكبيرة واستخراج الأنماط والاتجاهات المهمة التي قد لا تكون واضحة بمجرد النظر إلى البيانات الخام.
- يمكن استخدام التحليل الإحصائي لوصف خصائص العينة المدروسة أو تحديد العلاقة بين عدة متغيرات، مما يسهل فهم البيانات بشكل أفضل واتخاذ قرارات مستندة إلى الأدلة.
- التحليل الإحصائي يمكن الباحثين من التحكم في العوامل الخارجية التي قد تؤثر في نتائج الدراسة، وهو ما يعرف بضبط المتغيرات. وذلك عن طريق الاستعانة بأساليب إحصائية متنوعة مثل تحليل الانحدار أو التحليل المتعدد المتغيرات،
- التحليل الإحصائي يُمَكِن الباحث من تحديد طبيعة العلاقات بين المتغيرات سواء كانت طردية أو عكسية، كما يساعد في تحديد مدى قوة هذه العلاقات ومدى أهميتها الإحصائية.
- التحليل الإحصائي يساعد في تقييم ما إذا كانت النتائج التي تم الحصول عليها من العينة المدروسة يمكن تطبيقها على مجتمع الدراسة ككل أو لا. من خلال حساب مستويات الثقة واستخدام أساليب مثل التوزيعات الاحتمالية، يمكن تحديد مدى تمثيل العينة لمجتمع الدراسة.
أنواع التحليل الإحصائي:
يشتمل التحليل الإحصائي على مجموعة من الأساليب المستخدمة لتحليل البيانات واستخلاص النتائج منها. وينقسم التحليل الإحصائي إلى نوعين رئيسين وهما:
- التحليل الإحصائي الوصفي.
- التحليل الإحصائي الاستدلالي.
أولًا: التحليل الإحصائي الوصفي:
يهدف هذا النوع إلى وصف البيانات وتلخيصها بطريقة تجعلها مفهومة بشكل أسهل. إذ يستخدم التحليل الوصفي لعرض الخصائص الرئيسية لمجموعة البيانات دون محاولة تفسير أو استنتاج معلومات تتجاوز البيانات المتاحة. ومن أمثلة الأدوات المستخدمة في التحليل الوصفي:
- المتوسط الحسابي
- الوسيط
- المنوال
- المدى
- الانحراف المعياري
- التباين
ثانيًا: التحليل الإحصائي الاستدلالي:
يستخدم الإحصاء الاستدلالي مجموعة من الأساليب التي تمكنه من عمل بعض الاستنتاجات والاستدلالات حول خصائص مجتمع معين من خلال استخدام عينة جزئية من ذلك المجتمع، وعليه يعرف الإحصاء الاستدلالي على أنه “أحد أنواع التحليل الإحصائي الذي يهتم بدراسة خصائص عينة جزئية من البيانات من أجل عمل بعض الاستدلالات حول خصائص المجتمع الكلي الذي أخذت منه تلك العينة”.
ما هي خطوات التحليل الإحصائي:
التحليل الإحصائي يبحث في طرق جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها، بهدف وصف متغير أو مجموعة من المتغيرات من خلال مجموعة من بيانات العينة، هذا ويعد التحليل الإحصائي من الوسائل الحديثة في البحث العلمي، فأي بحث مهما كان نوعه لا يستقيم إحصائيًا إلا إذا انتظم في خطوات واضحة، التي يمكن إيجازها فيما يلي:
أولًا: تحديد المشكلة:
أول خطوة في أي تفكير منطقي هي تحديد مشكلة البحث التي تتطلب إجابات مقترحة قد تكون في صورة فروض محتملة لاختبار المشكلة والصياغة الدقيقة هي التي تجعها قابل للبحث.
ثانيًا: تحديد الفروض:
يعتبر الفرض على أنه إجابة محتملة لمشكلة البحث، فعلاقته بالمشكلة علاقة الإجابة بالسؤال الذي تتصدى المشكلة له، وأن موقع الفروض من خطوات البحث التي تمثل نقطة التحول من البناء النظري للبحث إلى التصميم التجريبي للإجابة على المشكلة القائمة.
ثالثًا: جمع البيانات الخاصة بالبحث:
يجب معرفة البيانات التي سبق وأن جمعت حتى لا يضيع الوقت والجهود في إعادة جمعها، وكثيرًا ما تكون من اللازم وصفها في شكل جداول أو رسوم بيانية أو تقارير حتى يسهل على الباحث أو متخذ القرار فهمها.
رابعًا: التبويب:
بعد إجراء الخطوات السابقة تأتي مرحلة التبويب في جداول كبيرة متصلة أو بطاقات صغير منفصلة ليسهل على الباحث بعد ذلك تلخيصها وتحليلها وتفسيرها، وفي مقدوره بعد ذلك أن يقوم تبويبها مرة ثانية في جداول صغيرة ورسوم بيانية ومنحنيات وأشكال توضيحية.
خامسًا: تصنيف البيانات:
يقصد بتصنيف البيانات وضع المشاهدات المتشابهة في مجموعات بحيث تشترك المشاهدات في داخل مجموعة معينة في خاصية معينة تميزها عن غيرها من المشاهدات في المجموعات الأخرى، وتعد مرحلة التصنيف الخطوة الأولى في عملية تحليل البيانات.
سادسًا: الوصف الإحصائي:
يهدف الباحث في معالجته الإحصائية للظواهر التي يبحثها إلى معرفة متوسطاها المختلفة أو نزعتها المركزية ليلخصها في صورة موجزة توضح أهم خصائصها، ويهدف أيضًا إلى معرفة مدى انتشارها وانحراف أفرادها عن هذه المتوسطات، ليصل في النهاية إلى وصف شامل للظواهر التي يبحثها.
سابعًا: عرض البيانات:
بعد مرحلة تصنيف البيانات والوصف الإحصائي تأتي مرحلة عرض البيانات والطريقة الأكثر انتشارًا في هذا الصدد هي وضع البيانات على شكل جدول مكون من أعمدة وصفوف، كما يمكن استخدام الرسم البياني في عرض البيانات. ويمكن القول إن الرسم البياني يعطي فكرة تفصيلية عنها، وبوجه عام فإن الرسوم البيانية ليست بدائل لجدول البيانات، ولكنها تعتبر طريقة لتحليلها.
ثامنًا: التحليل الإحصائي:
يعتمد التحليل الإحصائي على نوع المشكلة وخصائصها الرقمية، وهدف البحث والتحليل الذي يصلح لمعالجة مشكلة ما قد لا يصلح لمعالجة مشكلة أخرى، ويكتفي الباحث في بعض الأحيان بالجداول أو الرسوم البيانية، إلا أنه في بعض الأحيان يكون في حاجة إلى قدر كبير من التحليل الإحصائي حتى يصل إلى النتائج المرجوة.
تاسعًا: التفسير:
على الباحث أن يلتزم حدود نتائجه العلمية دون مبالغة أو إفاضة حتى لا يضل الناس في فهم نتائجه، وتبقى بعيدة عن الإطار الموضوعي الواقعي للبحث، وينطوي التفسير على التعميم، ويجب ألا يجاوز هذا التعميم حده ومداه، لأنه يقوم على إطار تحدده عينة الأفراد الذين أجريت عليهم التجربة والاختبارات التي استخدمت في هذه الدراسة والأجهزة التي استعان بها للوصول إلى نتائجه.
عاشرًا: التقرير:
غالبًا ما ينتهي التقرير بملخص واضح عن المشكلة ونتيجة بحثها، ومدى قوة أو ضعف هذه النتائج، ولذلك يوضح إلى حد ما نقد الباحث لنفسه والمشاكل الجديدة التي أسفر عنها البحث خلال تطوره ومدى صلاحية هذه المشكلات للبحث. وتشترط في لغة البحث أن تكون واضحة وموجزة وموضوعية.
ما هي طرق التحليل الإحصائي؟
طرق التحليل الإحصائي متعددة ومختلفة باختلاف طبيعة العينة ونوعية الدراسة، فعلى سبيل المثال سنتطرق إلى الطرق الإحصائية متعددة المتغيرات، والتي تهتم بدراسة الظواهر وتفسيرها، والهدف منها توضيح العلاقات بين المتغيرات، ومن أهم طرق التحليل الإحصائي:
التحليل العنقودي (Cluster Analysis):
يعتمد أسلوب هذا التحليل على كشف السلوك لمجموعة من البيانات، ويعمل على تجميعها في مجموعة (عناقيد)، بالاعتماد على مدى التشابه في صفات البيانات، حيث يشمل كل عنقود على كافة المتغيرات المتشابهة في سلوكها مع بعضها في مجموعة ومختلفة عن السلوك في المجموعة الثانية.
التحليل العاملي (Factor analysis):
يهدف إلى تخفيض عدد المتغيرات المدروسة وتلخيصها في عدد أقل من العوامل التي تفسير الظاهرة، حيث يوضح علاقة الارتباط بين المتغيرات، ويستخدم لاستخلاص العوامل الأكثر تأثيرًا عن طريق تحليل معامل الارتباط بين المتغيرات.
بحث عن التحليل الإحصائي:
من خلال البحث في قواعد البيانات المختلفة كان هناك عدد كبير من البحوث العلمية التي تناولت التحليل الإحصائي بمفهومه وأهميته وطرقه الإحصائية المختلفة، ومن بين هذه البحوث بحث تحت عنوان “تقييم نوعية مياه نهر العاصي باستخدام طرق التحليل الإحصائي المتعدد المتغيرات” للباحثة لينا خوري والباحث محمد بشار المفتي.
التحليل الإحصائي بصيغة pdf:
يمكنك الاطلاع على عددٍ كبير من المعلومات حول التحليل الإحصائي ، من خلال تحميل كتاب التحليل الإحصائي للبيانات بصيغة pdf للاطلاع والتحميل المجاني.
مقالات ذات صلة:
فوزية، بوموس. (2018). محاضرات في مقياس الإحصاء الوصفي والاستدلالي. معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية.
الفجيه، زينب. (2018). المشكلات التي تواجه طلبة الدراسات العليا في تحليل البيانات في البحوث التربوية. Abjadin: International Journal of Education, 3(1), 67- 80.
خوري، لينا، والمفتي،ـ محمد. (2021). تقييم نوعية مياه نهر العاصي باستخدام طرق التحليل الإحصائي المتعدد المتغيرات. مجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية، 37(1)، 129- 139.
اترك تعليقاً