يعد التعليم القائم على الألعاب من الأساليب التعليمية الحديثة التي تعتمد على دمج عناصر الألعاب في التعليم لتحقيق أهداف تعليمية محددة. الهدف من هذا الأسلوب هو استخدام قوة الألعاب في جذب الطلاب، تحفيزهم، وتعزيز فهمهم للمفاهيم المعقدة. من خلال تفاعل الطالب مع اللعبة، يتمكن من التعلم بطريقة ممتعة وملهمة.
لذلك حرصنا من خلال المقال الحالي على تقديم صورة توضيحية عن استراتيجية التعليم القائم على الألعاب من خلال التعرف على مفهوم الاستراتيجية وأهميتها وكيفية تطبيقها وأهم الألعاب المستخدمة في العملية التربوية وأسس اختيارها.
تعريف أسلوب التعليم القائم على الألعاب:
يعرف اللعب على أنه “نشاط موجه يقوم به الأطفال لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسدية والوجدانية، ويحقق في نفس الوقت المتعة والتسلية”، وأسلوب التعلم باللعب هو “استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية”.
يمكن تعريف أسلوب التعليم القائم على الألعاب على أنه “نوع من الأنشطة لها مجموعة من القوانين التي تنظم سير اللعب وعادة ما يشترك فيه اثنان أو أكثر للوصول إلى أهداف مسبقة التحديد ويدخل في هذا الأسلوب عنصر المنافسة وعنصر الصدقة وينتهي بفوز أحد الفريقين”.
الأسس النظرية للتعليم القائم على الألعاب:
تستند نظرية التعليم القائم على الألعاب إلى عدة نظريات تعليمية، من أبرزها:
- البنائية: تشير إلى أن المتعلم يكتسب المعرفة من خلال التفاعل النشط مع المحتوى. الألعاب تقدم تجارب تعليمية متعددة الحواس تعزز هذا التفاعل.
- نظرية الحمل المعرفي: الألعاب تقلل من الحمل المعرفي عن طريق تقديم المعلومات بطرق بصرية وحركية.
- نظرية المشاركة: تعزيز مشاركة الطالب عن طريق دمج المتعة مع التعلم. الألعاب تعتمد بشكل أساسي على مبدأ المشاركة الفعالة.
أهمية استراتيجية التعليم القائم على الألعاب:
إن اللعب له أثر كبير في تعليم الأطفال وتنمية شخصيتهم من الناحية المعرفية والسلوكية، وفي تحسين تواصلهم الاجتماعي، ويمكن بلورة أهمية استراتيجية التعليم القائم على الألعاب في النقاط التالية:
- اللعب أداة تربوية تساعد في إحداث تفاعل الفرد مع البيئة لغرض التعلم وإنماء الشخصية والسلوك.
- يمثل اللعب وسيلة تعليمية تقرب المفاهيم وتساعد في إدراك المعاني للأشياء.
- يعتبر اللعب طريقة علاجية يلجأ إليها المربون لمساعدتهم في حل بعض المشكلات التي يعاني منها بعض الأطفال.
- من خلال استخدام الألعاب كوسائل تعليمية، يساعد ذلك الطلاب على تثبيت المعلومات، فالمعلومة التي يتم تقديمها من خلال اللعب لا يمكن نسيانها أبدًا.
- يعتبر اللعب وسيلة مهمة من وسائل التفريغ عن الانفعالات المختلفة لدى الطالب في هذه المرحلة، حيث تظهر الهوايات والميل للمجموعات والشعور بالمكانة كل هذه خصائص اللعب الذي يعمل على تفريغ الطاقات.
- يعتبر استراتيجية التعليم القائم على الألعاب أداة فعالة في تفريد التعلم وتنظيمه لمواجهة الفروق الفردية وتعليم الأطفال، وفقًا لإمكاناتهم وقدراتهم فكل طفل من الممكن أن يختار اللعبة التي تناسبه أو يشارك في الألعاب بحسب قدراته وإمكاناته.
فوائد التعليم القائم على الألعاب للطلاب:
يجني الطلاب فوائد متعددة عن تطبيق استراتيجية التعلم القائم على الألعاب نذكر منها:
- يؤكد الطالب ذاته من خلال التفوق على الآخرين فرديًا وفي نطاق الجماعة.
- يتعلم الطالب التعاون واحترام حقوق الآخرين من خلال المشاركة في الألعاب الجماعية.
- يتعلم احترام القوانين والقواعد ويلتزم بها من خلال تنفيذ قوانين وقواعد اللعبة والالتزام بها.
- يعزز انتماء الطالب للجماعة من خلال اللعب الجماعي.
- اكتسب الثقة بالنفس والاعتماد عليها من خلال الأدوار التي يمثلها في اللعب وينجح في أدائها.
- يساعد اللعب في تنمية ذاكرة الطفل وتفكيره، وذلك من خلال محاولاته لحل المشاكل التي يواجهها أثناء لعبه.
شروط تصميم الألعاب المستخدمة في العملية التعليمية:
الألعاب المستخدمة في العملية التعليمية يجب أن تتوفر فيها مجموعة من الشروط والضوابط وهي:
- اختيار ألعاب لها أهداف تربوية محددة وفي نفس الوقت مثيرة وممتعة للطلاب.
- أن تكون قواعد اللعبة سهلة وواضحة وغير معقدة.
- أن تكون اللعبة مناسبة لخبرات وقدرات وميول التلاميذ.
- أن يكون دور التلميذ واضح ومحدد في اللعبة.
- أن تكون اللعبة من بيئة التلميذ.
- أن يشعر التلميذ بالحرية والاستقلالية في اللعب.
أهم أنواع الألعاب التربوية:
تقوم استراتيجية التعلم القائم على اللعب على أساس مجموعة من الألعاب التربوية نذكر منها:
- الدمى: مثل أدوات الصيد، والسيارات، والقطارات، والعرائس، وأشكال الحيوانات، وما إلى ذلك.
- الألعاب الحركية: مثل ألعاب الرمي والقذف والتركيب، والسباق، والقفز، والمصارعة، والتوازن، والتأرجح، والجري، وألعاب الكرة.
- ألعاب الذكاء. مثل الفوازير، والكلمات المتقاطعة، وحل المشكلات.
- الألعاب التمثيلية: مثل التمثيل المسرحي، ولعب الأدوار.
- ألعاب الغناء والرقص: الغناء التمثيلي، وتقليد الأغاني، والأناشيد، وما إلى ذلك.
- ألعاب الحظ: مثل الدومينو، والثعابين والسلالم، وألعاب التخمين، وغيرها.
- القصص والألعاب الثقافية: مثل المسابقات الشعرية، وبطاقات التعبير.
متى نستخدم أسلوب التعلم باللعب:
يتم استخدام استراتيجية التعلم بالألعاب في الحالات الآتية:
- تهيئة المعلم للطالب قبل الدرس، فيستطيع المعلم بدء الدرس بأحد الفوازير التي يمكن أن يكون حلها عنوانًا للدراس.
- يستخدم لتشيط الدراسات وتحريك الأجواء وإبعاد الملل والسآمة عن أنفس التلاميذ.
- تستخدم هذه الاستراتيجية كوسيلة تعليمية، فمعلم اللغة الإنجليزية على سبيل المثال إذا أراد أن يدرب تلاميذه على مهارة التعبير الشفهي، ما عليه إلا أن يبتكر مسرحية تمثيلية يقوم بأدوارها التلاميذ.
- لتحقيق الأهداف الوجدانية والسلوكية، فالألعاب الجماعية مثلًا تعلم التلاميذ التعاون والقيم الأخرى، بالإضافة أنها تصحح من سلوك التلاميذ غير المرغوب فيه.
- تستخدم في التقويم، فيستطيع المعلم في نهاية حصته أن يقيم مسابقة بين مجموعات من الصف تكون أسئلة المسابقة من الدس الذي قام بتقديمه وبذلك يكون قد استطاع تقويم درسه من خلال ملاحظته لأداء التلاميذ في اللعبة.
دور المعلم في استراتيجية التعليم القائم على اللعب:
يتمثل دور المعلم في استراتيجية التعليم القائم على الألعاب في الآتي:
- إجراء دراسة للألعاب المتوفرة في بيئة الطالب.
- التخطيط السليم لاستغلال هذه الألعاب والنشاطات لخدمة أهداف تربوية تتناسب مع قدرات واحتياجات الطفل.
- توضيح قواعد اللعبة وشروطها للطلاب.
- ترتيب المجموعات وتحديد الأدوار لكل تلميذ.
- تقديم المساعدة والتدخل في الوقت المناسب.
- تقويم مدى فاعلية اللعب في تحقيق الأهداف التي رسمها المعلم.
ما هي المعايير التي تحكم المعلم في اختيار الألعاب التعليمية:
بالإضافة إلى دور المعلم والتعامل مع أنواع الألعاب المختلفة التي يمكن تطبيقها في العملية التعليمية هناك مجموعة من المعايير التي يجب وضعها بعين الاعتبار عند اختيار الألعاب التعليمية وهي:
- التأكد من مدى اتصال الألعاب المختارة بأهداف العملية التعليمية التي يسعى المعلم لتعليمها.
- مناسبة هذه الألعاب لأعمار التلاميذ ومستوى نموهم العقلي والبدني.
- أن تساعد هذه الألعاب المتعلم على التأمل والملاحظة والموازنة والوصول إلى الحقائق بخطوات مرئية منطقية.
- خلو هذه الألعاب من أية أخطار.
- أن تساعد هذه الألعاب المعلم على تشخيص مدة نمو المتعلم من اكتساب الخبرات المطلوبة والتعرف إلى أماكن الضعف في تحصيل الطالب.
- أن تتصل هذه الألعاب ببيئة التعلم.
- أن تكون قواعد اللعبة سهلة وواضحة وغير معقدة.
- أن تكون هذه اللعبة مثيرة وممتعة.
- أن تكون اللعبة مناسبة لخبرات وقدرات وميول التلاميذ.
- أن تعطي هذه اللعبة التلميذ شيئًا من الحرية والاستقلالية.
مقالات ذات صلة :
- استراتيجية التعلم المعتمد على المحطات
- استراتيجية التدريس الاستقرائي
- استراتيجيات التعلم النشط
- استراتيجية العصف الذهني
- الخرائط الذهنية
الخاتمة:
في الختام، يمكن القول إن التعليم القائم على الألعاب يعد من أكثر الأساليب التعليمية فعالية في تعزيز تجربة التعلم. يمكن أن يؤدي إلى تحسين مخرجات التعلم وتعزيز تفاعل الطلاب وتعاونهم، إلا أنه يحتاج إلى دعم مستمر من حيث البنية التحتية والتطوير التكنولوجي لضمان نجاحه. من المهم أن يستمر الأكاديميون والباحثون في دراسة هذا المجال وتطبيقه لتحقيق نتائج أفضل.
الأسئلة الشائعة:
من أهداف التدريس القائم على اللعب؟
تعزيز المشاركة، تطوير المهارات الاجتماعية، وتحفيز التفكير الإبداعي.
ما هو الهدف من استخدام الألعاب التعليمية في التعليم؟
تسهيل التعلم بطرق ممتعة، وترسيخ المعلومات من خلال التفاعل العملي.
ما هو الهدف من التعلم المبني على اللعب؟
تشجيع الطلاب على الاكتشاف الذاتي، وتنمية مهارات حل المشكلات.
ما هي أنواع الألعاب التعليمية؟
ألعاب تفاعلية رقمية، ألعاب الألواح، المحاكاة، والألعاب التعاونية.
المصري، جهينة، وعماد، عبد الغني. (2009). بحث في التعلم باللعب.
عبد الحميد، أحمد. (2020). مقرر اتجاهات حديثة للبحث في مجال التخصص. جامعة المنيا.
اترك تعليقاً