books

الفرق بين البحث الأساسي والبحث التطبيقي

25 ديسمبر 2025
عدد المشاهدات (13 مشاهدة)
الفرق بين البحث الأساسي والبحث التطبيقي

يُعد البحث العلمي الركيزة الأساسية لتطور المجتمعات وتقدم العلوم، إذ يمثل الأداة التي يعتمد عليها الإنسان لفهم الظواهر واكتشاف القوانين وحل المشكلات.
غير أن البحوث العلمية لا تتخذ شكلًا واحدًا، بل تتنوع تبعًا للهدف والمنهج والمجال، ومن أبرز هذه الأنواع: البحث الأساسي والبحث التطبيقي.

غالبًا ما يُخلط بين هذين المفهومين، خاصة من قبل الباحثين المبتدئين، رغم أن لكل نوعٍ منهما طبيعة مختلفة وأهدافًا محددة.
فالبحث الأساسي يُركّز على توسيع المعرفة النظرية دون ارتباط مباشر بتطبيق عملي، بينما يسعى البحث التطبيقي إلى استخدام هذه المعرفة لحل مشكلات واقعية في المجتمع أو الصناعة أو التعليم.

فهم الفرق بينهما ضروري لأي باحث، لأنه يساعد على اختيار المنهج الأنسب، وتحديد أدوات البحث، وصياغة الأهداف بدقة بما يتوافق مع طبيعة الدراسة.


ما هو البحث العلمي وأنواعه

قبل أن نتحدث عن الفرق بين البحث الأساسي والتطبيقي، يجب أن نوضح أولاً مفهوم البحث العلمي وأنواعه الأساسية.

البحث العلمي هو عملية منظمة ومنهجية تهدف إلى اكتشاف معلومات جديدة أو تطوير معارف قائمة، من خلال جمع الأدلة وتحليلها للوصول إلى استنتاجات منطقية.
إنه لا يقوم على الصدفة، بل على منهج دقيق يعتمد على الملاحظة، والتحليل، والتجريب، والاستنتاج.

تصنيف البحوث حسب الهدف والمضمون

يمكن تصنيف البحوث العلمية إلى عدة أنواع، منها:

  1. بحوث أساسية (نظرية): تهدف إلى تطوير المعرفة دون تطبيق مباشر.

  2. بحوث تطبيقية: تهدف إلى إيجاد حلول عملية لمشكلات واقعية.

  3. بحوث تطويرية: وهي التي تُبنى على نتائج البحوث التطبيقية لتطوير منتجات أو تقنيات جديدة.

  4. بحوث وصفية أو تحليلية: تركز على دراسة ظاهرة قائمة ووصفها بدقة دون تدخل مباشر.

الفرق بين البحوث النظرية والعملية

البحوث النظرية تهتم بفهم الأسباب والقوانين العامة التي تفسر الظواهر، بينما تهدف البحوث العملية إلى تطبيق تلك القوانين لحل المشكلات الواقعية.
بمعنى آخر، النظرية تضع الأساس، والتطبيق يُترجمها إلى واقع.
مثلاً، في الطب، يقوم البحث الأساسي بدراسة آلية تكوين الخلايا السرطانية، بينما يعمل البحث التطبيقي على ابتكار علاج يعتمد على هذه المعرفة.


تعريف البحث الأساسي

البحث الأساسي، أو ما يُعرف أحيانًا بالبحث النظري أو البحث العلمي الخالص، هو نوع من الدراسات التي تهدف إلى توسيع حدود المعرفة البشرية دون التركيز على تطبيق مباشر أو فوري لهذه المعرفة.
يقوم الباحث في هذا النوع من الأبحاث بدراسة الظواهر بهدف فهمها وتفسيرها، وليس لحل مشكلة محددة.

أهداف البحث الأساسي

  • توليد معرفة جديدة: الهدف الأساسي هو بناء نظريات تفسر سلوك الظواهر.

  • فهم العلاقات بين المتغيرات: دون السعي لتطبيقها في الميدان مباشرة.

  • دعم البحوث التطبيقية: إذ يُعتبر البحث الأساسي الأساس الذي تبنى عليه التجارب التطبيقية لاحقًا.

  • تطوير النظريات والمفاهيم: مثل نظرية الجاذبية أو نظرية الذكاء المتعدد.

خصائص البحث الأساسي

  • يعتمد على التحليل العميق والملاحظة الدقيقة.

  • يستخدم غالبًا الأساليب الإحصائية والنظرية أكثر من التجريب الميداني.

  • لا يهدف إلى الربح أو التطبيق المباشر.

  • نتائجه تُستخدم عادة في بناء المعرفة العامة أو المناهج الأكاديمية.

أمثلة على البحوث الأساسية في العلوم المختلفة

  • في الفيزياء: دراسة تركيب المادة أو قوانين الطاقة دون تطبيق مباشر.

  • في البيولوجيا: البحث في آلية عمل الخلايا العصبية أو الجينات.

  • في العلوم الاجتماعية: دراسة العلاقة بين القيم الثقافية والسلوك المجتمعي دون تطبيق فوري.

يُعتبر البحث الأساسي حجر الأساس الذي يُمكّن الباحثين من فهم الظواهر قبل أن يتم تطبيق تلك المعارف في الحياة الواقعية عبر البحوث التطبيقية.



تعريف البحث التطبيقي

البحث التطبيقي هو نوع من البحوث العلمية يهدف إلى استخدام المعرفة النظرية لحل مشكلات واقعية تواجه الأفراد أو المؤسسات أو المجتمعات.
فهو يترجم ما توصلت إليه البحوث الأساسية إلى حلول عملية يمكن تنفيذها في الواقع.

بمعنى آخر، يمكن القول إن البحث التطبيقي هو الجسر الذي يربط بين النظرية والتطبيق، إذ يعتمد على نتائج البحث الأساسي لكنه يسعى إلى اختبارها أو توظيفها في بيئات واقعية.

أهداف البحث التطبيقي

  • حل المشكلات العملية: مثل إيجاد علاج لمرض، أو تطوير منتج صناعي جديد.

  • تحسين الممارسات: في مجالات التعليم، الإدارة، الصحة، أو التكنولوجيا.

  • اختبار النظريات في الواقع: لمعرفة مدى صلاحيتها أو حاجتها للتعديل.

  • المساهمة في التنمية المجتمعية: عبر تطبيق المعرفة لخدمة الإنسان والبيئة.

خصائص البحث التطبيقي

  • يركز على الجانب العملي والنتائج الملموسة.

  • يعتمد على البيانات الميدانية والتجريب الواقعي.

  • يُستخدم عادة في المؤسسات العلمية أو القطاعات الإنتاجية.

  • يتطلب تعاونًا بين الباحثين والممارسين في الميدان.

أمثلة على البحوث التطبيقية

  • في الطب: تطوير لقاح لفيروس معين اعتمادًا على نتائج البحوث الأساسية في علم الفيروسات.

  • في التعليم: تصميم برنامج تعليمي تجريبي لتحسين مهارات القراءة لدى الطلاب.

  • في الاقتصاد: دراسة تأثير سياسات الضرائب على سلوك المستهلكين.

  • في الهندسة: تطبيق النظريات الفيزيائية لتصميم طائرة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.

يُعد البحث التطبيقي أكثر ارتباطًا بالواقع العملي، لذلك يُستخدم بكثرة في المؤسسات الحكومية والخاصة التي تبحث عن حلول للمشكلات الفعلية أو تحسين الأداء.


المقارنة بين البحث الأساسي والبحث التطبيقي

يُكمل كل من البحث الأساسي والتطبيقي الآخر في دورة المعرفة العلمية.
لكن رغم هذا الترابط، هناك فروق جوهرية بينهما من حيث الهدف، والطريقة، والنتائج.
وفيما يلي أبرز أوجه المقارنة:

1. من حيث الهدف

  • البحث الأساسي: يهدف إلى توسيع المعرفة وتفسير الظواهر لفهم القوانين العامة.

  • البحث التطبيقي: يهدف إلى استخدام هذه المعرفة لحل المشكلات العملية.

مثال:
في علم النفس، قد يدرس البحث الأساسي العلاقة بين القلق والأداء العقلي، بينما يبحث التطبيقي في كيفية تخفيف القلق لتحسين الأداء في بيئة العمل.

2. من حيث المنهج والأسلوب

  • البحث الأساسي: يعتمد غالبًا على التحليل النظري أو التجارب المعملية طويلة الأمد.

  • البحث التطبيقي: يستخدم المناهج التجريبية أو شبه التجريبية في بيئة واقعية.

3. من حيث النتائج والاستخدام

  • نتائج البحث الأساسي تكون عامة وقابلة للتطبيق في مجالات متعددة.

  • نتائج البحث التطبيقي تكون محددة وتُستخدم لحل مشكلة معينة في سياق محدد.

4. من حيث طبيعة البيانات والأدوات

  • يعتمد البحث الأساسي على البيانات المجردة والنماذج النظرية.

  • بينما يعتمد البحث التطبيقي على البيانات العملية والتجريبية.

5. من حيث التمويل والجهات الداعمة

  • غالبًا ما يُموّل البحث الأساسي من قبل الجامعات والمؤسسات الأكاديمية.

  • أما البحث التطبيقي فيُموّل من قبل القطاع الصناعي أو الحكومي لتحقيق أهداف محددة.

جدول المقارنة بين البحثين

وجه المقارنة البحث الأساسي البحث التطبيقي
الهدف توسيع المعرفة النظرية حل مشكلة واقعية
المنهج تحليلي أو نظري تجريبي أو ميداني
النتائج عامة ومجردة عملية ومباشرة
الموقع المعامل والمختبرات الواقع العملي
التمويل أكاديمي أو علمي حكومي أو صناعي
الزمن طويل المدى قصير أو متوسط المدى
القيمة يثري النظرية العلمية يثري التطبيق العملي

العلاقة بين البحث الأساسي والبحث التطبيقي

رغم اختلاف الأهداف بين البحثين، إلا أنهما يرتبطان بعلاقة تكاملية وثيقة، إذ لا يمكن لأحدهما أن يستمر دون الآخر.
فالبحث الأساسي يُنتج المعرفة التي يعتمد عليها البحث التطبيقي، بينما البحث التطبيقي يُثبت صحة أو يطوّر ما توصل إليه البحث الأساسي.

كيف يُكمل كل منهما الآخر

البحث الأساسي يضع الأساس النظري، بينما يقوم البحث التطبيقي بتطبيق هذا الأساس على الواقع.
ففي كل مرة يتم فيها اختبار نظرية في الميدان، يعود ذلك ليغني النظرية نفسها بتعديلات أو تحديثات جديدة.

أمثلة على انتقال البحث من الأساسي إلى التطبيقي

  • في الطب: دراسة تركيب الفيروس (بحث أساسي) → تطوير لقاح فعّال (بحث تطبيقي).

  • في التعليم: دراسة أساليب التعلم الذاتي (بحث أساسي) → تصميم مناهج رقمية جديدة (بحث تطبيقي).

  • في الفيزياء: اكتشاف مبدأ الكهرباء (بحث أساسي) → اختراع الأجهزة الكهربائية (بحث تطبيقي).

أهمية التكامل بينهما في تطوير المعرفة

الابتكار العلمي الحقيقي لا يحدث إلا عندما تتكامل النظرية مع التطبيق.
فالمعرفة النظرية غير المفهومة لا قيمة لها ما لم تتحول إلى حل عملي، كما أن التطبيق دون أساس علمي متين يظل محدود الأثر.
لذلك، تركز الجامعات ومراكز الأبحاث الحديثة على بناء فرق بحثية تجمع بين الباحثين النظريين والممارسين التطبيقيين في آنٍ واحد.


أبدأ رحلتك البحثية بأعلى معايير الجودة والاحترافية


أهمية كل نوع من أنواع البحوث

لكل نوع من أنواع البحوث — الأساسي والتطبيقي — أهمية كبيرة في تطوير العلم وخدمة المجتمع، ولا يمكن لأي منهما أن يحلّ محل الآخر.
بل إن تكاملهما هو ما يصنع المنظومة البحثية المتوازنة التي تجمع بين الفهم النظري والتطبيق العملي.

دور البحث الأساسي في بناء المعرفة النظرية

يُعتبر البحث الأساسي حجر الأساس لكل تقدم علمي.
فهو الذي يضع النظريات والمفاهيم التي تفسر الظواهر، ويوسع من قاعدة المعرفة البشرية دون أن يهدف إلى نتائج فورية.
ومن خلاله يتم تطوير العلوم في مجالات مثل الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وعلم الاجتماع.

على سبيل المثال، دراسة تركيب الذرة كانت في بدايتها بحثًا أساسيًا، لكنها فتحت الباب أمام تطبيقات لا تُحصى في الطاقة والطب والصناعة.
أي أن كل اختراع عملي يبدأ غالبًا بفكرة نظرية وفضول علمي يطرحه البحث الأساسي.

دور البحث التطبيقي في حل المشكلات العملية

أما البحث التطبيقي فيترجم هذه المعرفة إلى نتائج ملموسة تخدم الإنسان.
فمن خلاله يتم تطوير الأدوية، وتحسين أنظمة التعليم، وابتكار التقنيات الصناعية، ووضع السياسات العامة.

تكمن أهميته في أنه يجعل من الاكتشافات النظرية أدوات فعالة للتغيير والتطوير.
على سبيل المثال، بعد أن اكتُشفت مبادئ الاتصال اللاسلكي في البحوث الأساسية، جاء البحث التطبيقي ليحوّلها إلى هواتف ذكية وأجهزة بثّ حديثة.

العلاقة بين البحث العلمي والتقدم التقني

البحث الأساسي يخلق المعرفة، والبحث التطبيقي يُترجمها إلى منتجات، وكلاهما يدفع عجلة الابتكار والتكنولوجيا.
فالدول التي توازن بين تمويل الأبحاث الأساسية والتطبيقية، تكون هي الأكثر تقدمًا علميًا واقتصاديًا.


كيفية اختيار نوع البحث المناسب

اختيار نوع البحث — أساسي أو تطبيقي — يعتمد على هدف الباحث ومشكلة الدراسة، وكذلك على طبيعة المجال العلمي الذي يعمل فيه.

خطوات تحديد نوع البحث وفق الأهداف العلمية

  1. تحديد هدف الدراسة الرئيسي:

    • إذا كان الهدف هو فهم ظاهرة أو تطوير نظرية → البحث الأساسي هو الأنسب.

    • إذا كان الهدف هو حل مشكلة محددة أو تطوير منتج أو نظام → البحث التطبيقي هو الخيار الأمثل.

  2. تحليل طبيعة البيانات المطلوبة:

    • البحث الأساسي يعتمد على البيانات النظرية والتحليلية.

    • البحث التطبيقي يعتمد على البيانات الميدانية والاختبارات العملية.

  3. تحديد الجمهور المستفيد من النتائج:

    • البحث الأساسي يخاطب المجتمع العلمي والباحثين.

    • البحث التطبيقي يخاطب المؤسسات والقطاعات الإنتاجية والمجتمع مباشرة.

متى تختار البحث الأساسي؟

اختر البحث الأساسي عندما:

  • تسعى إلى بناء أو تطوير نظرية جديدة.

  • تبحث عن تفسير ظاهرة غير مفهومة بعد.

  • لا يوجد تطبيق مباشر لنتائجك حاليًا، ولكنها تمهد لأبحاث لاحقة.

متى تختار البحث التطبيقي؟

اختر البحث التطبيقي عندما:

  • تكون لديك مشكلة واضحة تتطلب حلًا عمليًا.

  • تمتلك خلفية علمية من البحوث السابقة يمكن تطبيقها.

  • تهدف إلى إنتاج نموذج أو منتج أو استراتيجية قابلة للاستخدام.


أمثلة مقارنة توضيحية

لفهم الفرق بين البحثين بصورة أوضح، إليك أمثلة تطبيقية من مجالات مختلفة توضّح كيف يتحول البحث الأساسي إلى تطبيق واقعي.

المثال 1: المجال الطبي

  • البحث الأساسي: دراسة كيفية تكوّن الخلايا السرطانية على المستوى الجزيئي.

  • البحث التطبيقي: تطوير دواء يستهدف هذه الخلايا استنادًا إلى النتائج النظرية.

هنا البحث الأساسي يوفر الفهم، بينما البحث التطبيقي يحوّله إلى علاج.


المثال 2: المجال التربوي

  • البحث الأساسي: دراسة أثر أسلوب التعلم التعاوني على اكتساب المعرفة لدى الطلاب.

  • البحث التطبيقي: تصميم برنامج تدريبي تطبيقي يعتمد على التعلم التعاوني وتحليل نتائجه على الأداء الأكاديمي.

البحث الأساسي يقدم الإطار النظري، بينما البحث التطبيقي يطبقه في الفصل الدراسي.


المثال 3: المجال الصناعي والتقني

  • البحث الأساسي: اكتشاف خصائص مادة موصلة جديدة في علم الفيزياء.

  • البحث التطبيقي: استخدام هذه المادة في صناعة بطاريات أكثر كفاءة أو أجهزة إلكترونية متطورة.

النتيجة النهائية: تقدم تكنولوجي مبني على معرفة أساسية.


من هذه الأمثلة نرى أن كلا النوعين ضروريان؛ فلا تطبيق دون نظرية، ولا نظرية تُثمر دون تطبيق.
إنهما وجهان لعملة واحدة: عملة التطور العلمي.


من نحن – دراسة الأفكار للبحث والتطوير


الأخطاء الشائعة عند التمييز بين البحث الأساسي والبحث التطبيقي

على الرغم من وضوح الفروق النظرية بين البحث الأساسي والبحث التطبيقي، إلا أن العديد من الباحثين – خصوصًا في المراحل الأولى من التدريب الأكاديمي – يقعون في أخطاء تجعلهم يخلطون بين النوعين. وفيما يلي أبرز هذه الأخطاء التي يجب الانتباه لها:

الخلط بين الأهداف الأكاديمية والعملية

من أكثر الأخطاء شيوعًا أن يظن الباحث أن كل بحث أكاديمي هو بحث أساسي، وأن كل بحث عملي هو تطبيقي، وهذا غير دقيق.
فالعبرة ليست في مكان إجراء البحث، بل في هدفه النهائي.
قد يُجرى بحث داخل الجامعة لكنه تطبيقي إذا كان يسعى لحل مشكلة واقعية، والعكس صحيح.

إساءة استخدام مصطلح “تطبيقي”

يخلط بعض الباحثين بين “البحث التطبيقي” و”البحث الميداني”.
البحث الميداني هو أسلوب لجمع البيانات، بينما البحث التطبيقي هو نوع من الأبحاث يهدف إلى توظيف المعرفة النظرية لحل مشكلة معينة.
بالتالي، ليس كل بحث ميداني بالضرورة بحثًا تطبيقيًا.

تجاهل العلاقة التكاملية بين النوعين

يرى البعض أن البحث التطبيقي أهم لأنه يخدم الواقع مباشرة، في حين يعتبر آخرون أن البحث الأساسي هو “الأرقى” لأنه ينتج المعرفة النظرية.
لكن الحقيقة أن كلا النوعين مكمل للآخر، وأن كل إنجاز تطبيقي ناجح يبدأ عادةً من بحث أساسي متين.

ضعف التبرير عند تصنيف نوع البحث

من الأخطاء الأكاديمية أن يذكر الباحث نوع بحثه (أساسي أو تطبيقي) دون تبرير واضح.
يجب دائمًا أن يُبرر التصنيف بناءً على هدف البحث وطبيعة المشكلة وأسلوب المعالجة.
هذا التبرير يعزز مصداقية الدراسة ويُظهر فهم الباحث للأسس المنهجية.


خاتمة المقال

يُظهر التمييز بين البحث الأساسي والبحث التطبيقي مدى تنوع وغنى البحث العلمي، فهو لا يقتصر على توليد المعرفة فحسب، بل يمتد إلى توظيفها لحل مشكلات المجتمع.

البحث الأساسي يوسع آفاق الفهم ويضع القوانين والمفاهيم التي تفسر الظواهر، بينما البحث التطبيقي يحوّل تلك المعارف إلى أدوات ومنتجات تُسهم في حياة الإنسان اليومية.

إن التكامل بين النوعين هو ما يجعل العلم حيًا ومتجددًا، إذ لا يمكن للتطبيق أن يتطور دون نظرية، ولا للنظرية أن تكتمل دون اختبارها في الواقع.
ولهذا، يُعد دعم كليهما ضرورة استراتيجية لتقدم أي مجتمع يسعى إلى التنمية والابتكار.


الأسئلة الشائعة (FAQs)

1. ما هو الفرق الأساسي بين البحث النظري والبحث التطبيقي؟
البحث النظري أو الأساسي يهدف إلى توسيع المعرفة دون تطبيق مباشر، بينما البحث التطبيقي يستخدم هذه المعرفة لحل مشكلات عملية في الواقع.

2. هل يمكن الجمع بين البحث الأساسي والتطبيقي في دراسة واحدة؟
نعم، يمكن أن تحتوي بعض الدراسات على جانبين معًا، حيث تبدأ بأسئلة نظرية وتنتهي بتطبيق عملي للنتائج، وتسمى أحيانًا “بحوثًا تطويرية”.

3. أيهما أكثر أهمية في التقدم العلمي؟
كلاهما مهم. البحث الأساسي يُنتج المعرفة التي تُبنى عليها التطبيقات، بينما البحث التطبيقي يحوّل هذه المعرفة إلى نتائج ملموسة تخدم المجتمع.

4. ما هي أمثلة تطبيقية للبحث الأساسي في العلوم الاجتماعية؟
مثل دراسة أثر القيم الثقافية على سلوك الأفراد، أو تحليل نظريات القيادة في علم الاجتماع دون تطبيق مباشر.

5. كيف أعرف أن بحثي يصنف كأساسي أو تطبيقي؟
اسأل نفسك: هل هدفي فهم الظاهرة بعمق؟ إذن هو بحث أساسي.
أما إذا كنت أبحث عن حل عملي لمشكلة محددة، فهو بحث تطبيقي.

التعليقات

نبذة عن الكاتب

الكاتب: د. حصة العمري
الوظيفة: أستاذ مشارك / أكاديميّة وباحثة في مجال القياس والتقويم

 أستاذة متخصصة في القياس والتقويم، تهتم بتطوير أدوات التقييم التربوي وتحسين جودة التعليم. لها مساهمات بحثية وأكاديمية في مجال تقويم البرامج التعليمية وقياس نواتج التعلم

تعرف على خدماتنا
خدمة التحليل الإحصائي النوعي
icon
خدمة التحليل الإحصائي النوعي
خدمة التحليل المختلط بمنهجية Q
icon
خدمة التحليل المختلط بمنهجية Q
خدمة التحليل الإحصائي بلغة R
icon
خدمة التحليل الإحصائي بلغة R
خدمة التحليل الإحصائي ببرنامج E-Views
icon
خدمة التحليل الإحصائي ببرنامج E-Views
خدمة التحليل الإحصائي المتقدم بـ AMOS
icon
خدمة التحليل الإحصائي المتقدم بـ AMOS
خدمة تصور البيانات (Data Visualization) وإنشاء تقارير تفاعلية
icon
خدمة تصور البيانات (Data Visualization) وإنشاء تقارير تفاعلية
خدمة تصميم العروض التقديمية للمناقشة
icon
خدمة تصميم العروض التقديمية للمناقشة
خدمة الباحث المشارك (Co-Researcher Service)
icon
خدمة الباحث المشارك (Co-Researcher Service)
خدمة عمل كتاب إلكتروني وفق المعايير الأكاديمية
icon
خدمة عمل كتاب إلكتروني وفق المعايير الأكاديمية
خدمة كتابة ملخص البحث وترجمته للإنجليزية
icon
خدمة كتابة ملخص البحث وترجمته للإنجليزية
خدمة تلخيص الكتب والمراجع العربية والإنجليزية
icon
خدمة تلخيص الكتب والمراجع العربية والإنجليزية
خدمة تصميم البوسترات البحثية الاحترافية
icon
خدمة تصميم البوسترات البحثية الاحترافية
خدمة ترشيح المجلات العلمية المحكمة
icon
خدمة ترشيح المجلات العلمية المحكمة
خدمة التحليل الإحصائي للبحوث الطبية
icon
خدمة التحليل الإحصائي للبحوث الطبية
خدمة إعداد العروض الشفوية للمؤتمرات العلمية
icon
خدمة إعداد العروض الشفوية للمؤتمرات العلمية
احصل على استشارة مجانية من الخبراء
whatsapp