التعرف على كيفية إعداد منهجية البحث العلمي بشكل فعال من الأمور الأساسية التي يجب على الباحثين وطلاب الدراسات العليا الإلمام بها والتعرف على مراحلها خطوة بخطوة، حيث إن منهجية البحث العلمي تعكس الخطوات والأساليب التي يتبعها الباحث في الإطار المنهجي لكي يصل إلى الأهداف والنتائج التي يسعى للحصول عليها بطريقة علمية، بدايةً من تحديد حجم العينة وصولًا إلى تحليل البيانات إحصائيًا ومناقشة وتفسير النتائج التي توصل إليها.
تعريف منهجية البحث العلمي:
منهجية البحث العلمي هي الطريقة أو الأسلوب التي يجب على الباحث اتباعها من أجل تنفيذ وإجراء بحثه العلمي بطريقة علمية منضبطة، تتناسب مع طبيعة ونوع البحث العلمي والعينة المستهدفة؛ وذلك من أجل الحصول على نتائج علمية موثوقة ترفع من كفاءة وجودة البحث العلمي.
هذا ويمكن تعريف منهجية البحث على أنها مجموعة من الإجراءات والنشاطات العلمية التي يعتمد عليها الباحث في تنفيذ إجراءات البحث وخطواته الأساسية، واختيار المقاييس والأساليب الإحصائية المناسبة من أجل الحصول على نتائج علمية جديرة بالثقة لضمان نجاح البحث.
أنواع المنهجية في البحث العلمي:
يختلف تطبيق منهجية البحث العلمي بأنواعها وفقًا لاختلاف نوع وطبيعة المنهج العلمي المتبع في الدراسة والذي يختلف من بحث إلى آخر ومن تخصص إلى آخر، ومن أهم أنواع مناهج البحث العلمي المتبعة:
أولًا: المنهج التاريخي:
هو أحد أنواع مناهج البحث العلمي الذي يهتم بدراسة الأحداث والظواهر التي حدثت في الماضي من أجل تحليل وتفسير مجموعة من الظواهر والبيانات التي ترتبط بها في الوقت الحاضر، وذلك بغرض تحيد التغيرات والتورات التي تعرضت لها هذه الأحداث، والوقوف على العوامل والأساليب المسئولة عن هذه الظاهرة والأحداث.
ثانيًا: المنهج الوصفي:
المنهج الوصفي هو الطريقة المنتظمة لدراسة حقائق علمية جديدة أو التحقق من صحفة نظريات وحقائق قديمة، والعلاقات التي تتصل بها وتفسرها وكشف الجوانب التي تحملها، وذلك من خلال جمع البيانات عن الظاهرة ووصف الظروف والممارسات المختلفة ومن ثم تحليلها واستخلاص الاستنتاجات ومقارنة المعطيات بما يسمح من إمكانية تعميمها في إطار معين.
ثالثًا: المنهج التجريبي:
يعتمد المنهج التجريبي في تطبيق منهجيته العلمية على التجربة العملية، كوسيلة للحصول على البيانات والمعلومات، ذات صلة بالظاهر محل الدراسة، إذ تعتبر التجربة العملية هي مصدر البيانات والمعلومات في المنهج التجريبي، لكي يتمكن الباحث بالتحكم في ظروفها ومتغيراتها.
عند تطبيق منهجية البحث العلمي باتباع المنهج التجريبي لا يقتصر دور الباحث على وصف الظاهرة أو الحدث كما هو، بل يتدخل بشكل واضح ومقصود من جانب الباحث، وذلك بغرض تكرار حدوث الظاهرة من خلال الاستعانة بإجراءات أو إحداث تغييرات محددة. ومن ثم ملاحظة النتائج.
رابعًا: المنهج المقارن:
يعتمد المنهج المقارن على تشخيص أوجه الشبه والاختلاف بين الموضوعين أو الظاهرتين موضع المقارنة وعلى ذلك لا يصلح نهائيًا المقارنة بين طرفين أو ظاهرتين متشابهتين بشكل كلي أو مختلفتين بشكل كلي، وهناك شروط يجب اتباعها من جانب الباحث لاستخدام المنهج المقارن:
- تحديد الظواهر والعناصر محل المقارنة بصورة واضحة إخضاعها للتحليل بنفس المنهجية العلمية بما يقق الدقة العلمية في رصد جوانب الاتفاق والاختلاف.
- شمولية المقارنة لكافة أوجه الاختلاف والاتفاق بين الوحدات الخاضعة للمقارنة.
- مراعاة عدم تماثل أو تشابه الظواهر والعناصر محل المقارنة ويجب أن تشتمل على أوجه، ونقاط اختلاف ،وتماثل واتفاق.
خامسًا: منهج تحليل المضمون:
منهج تحليل المضمون هو أحد المناهج التي تقوم على تحليل البيانات والمعلومات المتضمنة في وثيقة أو تصريح ما، بغرض دراسة سلوك الإنسان أو تطور التنظيمات، وهذا بغرض إبراز خصائص ومميزات تلك الوحدات المدروسة انطلاقًا من مضمون هذه الوثائق.
هذا ويتم تطبيق منهجية البحث لمنهج تحليل المضمون في مجالات عدة مثل الاتصالات والصحافة والأدب وعلوم الاجتماع، كما يمكن الاستعانة به أيضًا من أجل دراسة التفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات والمجتمعات المختلفة.
خطوات إعداد منهجية البحث:
يتم إعداد منهجية البحث العلمي وفقًا لمجموعة من الخطوات الرئيسية والتي تمثل مراحل البحث العلمي وهي كالتالي:
أولًا: تحديد المشكلة البحثية:
يجب على الباحث تحديد مشكلة البحث بطريقة منهجية منضبطة وصياغتها بأسلوب دقيق وواضح يتسم بالموضوعية، على أن تكون المشكلة البحثية قابلة للبحث والدراسة، وذات أهمية تنعكس على جودة وضرورة إجراء البحث العلمي.
ثانيًا: وضع الفرضيات:
من خطوات إعداد منهجية البحث وضع الفرضيات والتي سيقوم الباحث بفحصها ودراستها خلال إجراء وتنفيذ الدراسة، فهي بمثابة توقعات مبدئية مبنية على المعرفة السابقة للباحث ومدى اطلاعه على البحوث والدراسات السابقة ذات الصلة بالمشكلة البحثية. ويجب على الباحث أن يقوم بصياغة الفرضيات بطريقة منهجية واضحة ومحددة بشكلٍ جيد تتسم بالمنطقية والتحقيق.
ثالثًا: تصميم الدراسة:
تصميم الدراسة هي الخطوة الثالثة من خطوات إعداد منهجية البحث ويتضمن فيها تحديد مجتمع الدراسة والعينة المستهدفة، ومن ثم اختيار أساليب جمع البيانات التي تتناسب مع موضوع الدراسة والعينة. وفيها يقوم الباحث بعرض المنهج المتبع في الدراسة والأساليب الإحصائية المختارة لتحليل البيانات التي قام بجمعها من عينة الدراسة.
رابعًا: جمع البيانات:
في هذه الخطوة من خطوات إعداد منهجية البحث يقوم الباحث باختيار أحد أدوات جمع البيانات التي تتناسب مع طبيعة وحجم عينة الدراسة، وذلك وفقًا للإجراءات النموذجية والأساليب العلمية، على أن يقوم الباحث بتوثيق كافة البيانات بصورة دقيقة لاستخدمها في عملية التحليل الإحصائي للوصول إلى نتائج منهجية موثوقة.
خامسًا: تحليل البيانات:
هي الخطوة النهائية لإعداد منهجية البحث والتي يقوم فيها الباحث باختيار الأسلوب الإحصائي المناسب واستخدامه في تحليل البيانات التي قام بجمعها، وذلك من أجل اكتشاف العلاقات والاتجاهات والفروق والدلالات الإحصائية المجمعة، ومن ثم التأكد من دقة الفرضيات التي قام الباحث بطرحها، على أن يقوم الباحث بتحليل البيانات بطريقة دقيقة وموضوعية.
خصائص منهجية البحث العلمي:
على الرغم من اختلاف منهجية البحث العلمي وفقًا لاختلاف المنهج أو الأسلوب العلمي المتبع إلا أنها تشترك في مجموعة من الخصائص والمميزات التي يمكن حصرها على النحو التالي:
- التنظيم الجيد في طريقة التفكير والعمل، القائم على الملاحظة والحقائق العلمية.
- التسلسلية والترابط في تنفيذ خطوات البحث المتتالية.
- الموضوعية والبعد عن الخصوصية والتحيز والذاتية والميول الشخصية..
- إمكانية اختيار نتائج البحث في أي مكان وزمان. باستخدام المناهج العلمية، ولكن ضمن ظروف وشروط مماثلة لحدوث نتائج الظاهرة المدروسة.
- معالجة الظواهر أو الأحداث، التي تمخضت عن ظواهر أو أحداث مماثلة.
- القدرة على التنبؤ أي وضع تصور لما ستكون عليه الظواهر أو الأحداث محل الدراسة في المستقبل.
طرق منهجية البحث العلمي:
تختلف طرق منهجية البحث العلمي باختلاف نوع وطبيعة المنهج العلمي المستخدم في البحث العلمي ونذكر من أهمها:
- المنهج الوصفي.
- المنهج التطوري.
- المنهج التاريخي.
- منهج دراسة الحالة.
- منهج الدراسة الميدانية.
- المنهج التجريبي.
- المنهج المقارن.
- المنهج الاستدلالي.
- المنهج الاستقرائي.
كيفية كتابة المنهجية في البحث:
تكتب المنهجية في البحث العلمي من خلال مجموعة من الخطوات الأساسية والتي أجمعت عليها كافة البحوث والمناهج العلمية وهي كالتالي:
- تأتي كتابة المنهجية بعد كتابة الإطار النظري وعرض للدراسات السابقة ذات الصلة بمشكلة الدراسة.
- يقوم الباحث بكتابة منهجية البحث وتوضيح نوع المنهج المستخدم في الدراسة.
- تحديد مجتمع وعينة الدراسة وأساليب اختيار العينة سواء كانت عشوائية أو غير عشوائية.
- تحديد وتصميم أداة جمع البيانات سواء الاستبانة أو الملاحظة أو المقابلة.
- التأكد من معاملي الصدق والثبات لأداة جمع البيانات.
- عرض نتائج البحث ومناقشتها وفقًا لتحليل البيانات
- شرح الأساليب والمقاييس الإحصائية المستخدمة في عملية التحليل الإحصائي.
- وضع النتائج والأهداف التي توصل إليها الباحث من خلال كتابة منهجية البحث العلمي وإجراءاتها.
الفرق بين منهجية البحث العلمي ومناهج البحث العلمي:
يمكن توضيح الفرق بين منهجية البحث ومناهج البحث العلمي من خلال تعريف كلًا منهما وهي:
منهجية البحث العلمي | مناهج البحث العلمي |
منهجية البحث العلمي هي مجموعة من الإجراءات التي يتبعها الباحث من أجل اكتشاف معارف ونظريات علمية ومن ثم إثبات صحتها.
|
مناهج البحث العلمي هي الطريقة أو الأسلوب الذي يتبعه الباحث في البحث لدراسة سلوك ظاهرة محددة، من أجل الوصول إلى حقيقة معرفية ومن ثم تطويرها.
|
منهجية البحث العلمي بتعبير أدق هي مجموعة من الخطوات والمراحل المنظمة التي يتبعها الباحث لدراسة مشكلة ما للوصول إلى حلول أو نتائج أو حقائق علمية محددة | يستخدم المنهج العلمي في وصف وتحليل الظاهرة محل الدراسة، وذلك من خلال تحديد المشكلة وتناولها بالدراسة والبحث، ووضع الفرضيات، ومن خلالها يمكن تحديد المنهجية العلمية المناسبة والإجراءات اللازمة للدراسة. وتنفيذ خطوات البحث. |
تستخدم منهجية البحث العلمي الخطوات التالية للوصول إلى النتائج المرجوة وهي:
1. تحديد مشكلة البحث. 2. وضع الفرضيات. 3. تحديد مجتمع وعينة الدراسة. 4. جمع البيانات من العينة. 5. اختيار الأساليب الإحصائية المناسبة. 6. التحليل الإحصائي للبيانات للوصول إلى النتائج الموثوقة. |
تستخدم مناهج البحث العلمي طرق متعددة للوصول إلى نتائج علمية مقبولة وهي:
1. الطريقة الاستنتاجية أو الاستنباطي من العام إلى الخاص. 2. الطريقة الاستقرائية من الخاص إلى العام. 3. الطريقة التحليلية من الأكثر تعقيدًا إلى الأبسط. 4. الطريقة التجريبية وهي القائمة على التجارب الميدانية والمخبرية. |
الفرق بين تصميم البحوث الكمية والبحوث النوعية:
هناك مجموعة من الفروقات عند إعداد منهجية البحث العلمي سواء للبحوث الكمية أو البحوث النوعية، حيث يعتمد اختيار منهجية البحث على نوع السؤال البحثي والإمكانيات المتاحة للبحث، وقدرة الباحث على الوصول إلى العينة، بالإضافة إلى التكلفة، إذ تختلف المنهجية المتبعة وعادة ما تكون تكلفة تطبيق منهجية البحث الكمي أكبر من منهجية البحث النوعي، ويمكن توضيح الفروقات من خلال الجدول التالي:
منهجية البحوث الكمية | منهجية البحوث النوعية |
يستخدم مقاييس واختبارات أو قوائم تقدير لجمع البيانات والمعلومات بأساليب إحصائية | تعتمد على أسلوب الملاحظة والمقابلة والمراجع بعيدًا عن استخدام الأساليب الإحصائية |
تتضمن معلومات عامة وليست دقيقة دائمًا، فجمع المعلومات وتفريغها أسرع وأسهل | تتضمن معلومات غنية ومعمقة وجمع المعلومات في هذه المنهجية وتبويبها يتطلب وقت وجهد |
يمارس الباحث سيطرة تامة على جميع المتغيرات ذات الصلة بالمتغير التابع | لا يمكن للباحث السيطرة على أي من المتغيرات |
يتم الاستعانة بعينة تمثيلية يمكن التعميم على أفراد المجتمع | يتم الاستعانة بعينة صغير غير تمثيلية للمجتمع مما يترتب عليها صعوبة التعميم |
تستخدم المنهجية في كتابة التقرير والجداول والأشكال البيانية | تكتب التقارير في هذه المنهجية من خلال أسلوب تحليلي وسردي |
ما هي أنواع البحث العلمي؟:
تتمثل أنواع البحث العلمي في الآتي:
- المقال وهي عبارة عن بحوث قصيرة يقوم بها الطلاب الجامعي خلال مرحلة البكالوريوس، وفقًا لتوجيهات أساتذته في المقررات الدراسية المختلفة.
- مشروع البحث أو مشروع التخرج وهو بمثابة مذكر التخرج ويكون في أغلب الأحيان أحد متطلبات الحصول على درجة البكالوريوس وعلى الرغم من كونه أحدث البحوث القصيرة إلا أنه أكثر تعمقًا من المقال.
- الرسالة العلمية وهو بحث يرقى في مفهومة عن النوعين السابقين ويعتبر أحد المتممات لحصول الباحث على درجة علمية عالية وفي الاغلب تكون درجة الماجستير..
- الأطروحة العلمية بإجماع الأساتذة وأهل العلم هي بمثابة بحث علمي أعلى درجة علمية من الرسالة وهي أحد متطلبات الحصول على درجة الدكتوراة، كونها بحث أصيل يتضمن معارف جديدة في مجال التخصص.
ما هي أنواع منهجية البحث العلمي؟:
تتوقف أنواع منهجية البحث العلمي على نوع المنهج العلمي والأسلوب المستخدم في الدارسة ومن أهمها:
- المنهج الوصفي.
- المنهج التاريخي.
- المنهج التجريبي.
- المنهج الاستقرائي.
- المنهج الاستنباطي.
- منهج تحليل المضمون.
- المنهج الفلسفي.
- المنهج المقارن.
- المنهج المسحي.
- منهج دراسة الحالة.
ما هي الإجراءات المنهجية للبحث العلمي؟:
تتمثل الإجراءات المنهجية في البحث العلمي في النقاط التالية:
- تحديد المشكلة البحثية.
- صياغة عنوان البحث العلمي.
- تحديد أهمية وأهداف البحث.
- صياغة أسئلة البحث وأهم فرضياتها.
- الإطار النظري للدارسة.
- عرض الدراسات السابقة ذات الصلة.
- عرض منهجية البحث العلمي.
- تحديد مجتمع وعينة الدراسة.
- عرض أدوات جمع البيانات في الدراسة.
- اختبار مدى صدق وثبات أداة الدراسة.
- الأساليب الإحصائية المستخدمة.
- عرض ومناقشة النتائج وتفسيرها.
طلب خدماتنا:
يمكنك الاطلاع على العديد من الخدمات التي يقدمها موقع “دراسة الأفكار للبحث والتطوير” ولطلب الخدمة يمكنك التواصل معنا من خلال الواتس آب.
جمال الدين، صحراوي. (2023). منهجية البحث العلمي. كلية العلوم الاقتصادية جامعة ابن خلدون.
ماجد، ريما. (2016).منهجية البحث العلمي إجابات عملية لأسئلة جوهرية. مؤسسة فريدريش إيبرت.
دشلي، كمال. (2016). منهجية البحث العلمي. مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية.
اترك تعليقاً