في عالم البحث العلمي الحديث، أصبح النشر في مجلات علمية مفهرسة من أهم معايير التقييم الأكاديمي والاعتراف الدولي. وتُعد قاعدة بيانات Scopus واحدة من أكبر وأشهر قواعد البيانات التي تعتمدها الجامعات والمؤسسات البحثية حول العالم لتصنيف المجلات العلمية.
لكن مع انتشار المجلات الوهمية والمفترسة التي تدّعي الفهرسة الزائفة، أصبح من الضروري أن يعرف كل باحث كيفية التحقق من أن المجلة مدرجة في قاعدة بيانات Scopus قبل إرسال بحثه للنشر.
في هذا الدليل، سنقدّم شرحًا تفصيليًا لخطوات التحقق من فهرسة المجلات، مع توضيح أهمية قاعدة Scopus، وكيفية تمييز المجلات المفهرسة فعلاً عن تلك التي تدّعي ذلك زورًا.
ما هي قاعدة بيانات Scopus؟
نبذة عن Scopus وتاريخها الأكاديمي
تُعد Scopus قاعدة بيانات عالمية للفهرسة والاستشهادات الأكاديمية، أطلقتها شركة Elsevier عام 2004 بهدف تنظيم المحتوى العلمي وتمكين الباحثين من الوصول إلى مصادر موثوقة.
تضم Scopus ملايين المقالات من آلاف المجلات المحكمة في مختلف المجالات مثل الطب، والهندسة، والعلوم الإنسانية، والاجتماعية، وتُحدث بياناتها بشكل مستمر لضمان الدقة والجودة.
ما الذي يجعل Scopus قاعدة بيانات موثوقة؟
تتميز Scopus بنظام تقييم صارم عند قبول أي مجلة جديدة، حيث يتم فحصها من قبل لجنة مستقلة تُعرف باسم “Content Selection & Advisory Board (CSAB)” تتألف من خبراء وباحثين دوليين.
هذه اللجنة تراجع أداء المجلة من حيث جودة الأبحاث المنشورة، ومصداقية عملية التحكيم، وتنوع المؤلفين، وشفافية سياسات النشر.
وبالتالي، فإن إدراج أي مجلة في Scopus يُعتبر علامة اعتماد علمي موثوقة تعكس جودة النشر فيها.
الفرق بين Scopus وقواعد بيانات أخرى
تُعتبر Scopus وWeb of Science من أبرز قواعد البيانات الأكاديمية في العالم، لكن بينهما بعض الفروقات.
تركز Web of Science على المجلات الأقدم والأكثر صرامة في معاييرها، بينما Scopus تتميز بشمولية أوسع وتنوع أكبر في المجالات والتخصصات.
أما DOAJ، فهو دليل خاص بالمجلات المفتوحة الوصول (Open Access) فقط. لذا فإن Scopus تُعد الخيار الأكثر شمولًا للباحثين الراغبين في الوصول إلى قاعدة بيانات عالمية متعددة المجالات.
لماذا من المهم أن تكون المجلة مدرجة في Scopus؟
الاعتراف الأكاديمي والسمعة العلمية
النشر في مجلة مفهرسة ضمن قاعدة Scopus يمنح الباحث اعترافًا رسميًا من المؤسسات الأكاديمية، ويعزز من مصداقيته العلمية.
فالجامعات حول العالم تعتبر النشر في مجلات Scopus معيارًا أساسيًا في الترقية الأكاديمية وتقييم الأبحاث.
التأثير على الترقية الجامعية والتقييم البحثي
تُستخدم بيانات Scopus في تقييم الأداء الأكاديمي للباحثين، مثل عدد الاستشهادات، ومؤشر h-index، وعدد الأبحاث المنشورة.
وبالتالي فإن النشر في مجلة مدرجة ضمن Scopus يرفع من ترتيب الباحث في التصنيفات الأكاديمية العالمية.
تعزيز فرص التعاون والتمويل العلمي
الجهات المانحة والهيئات البحثية تميل إلى دعم الباحثين الذين ينشرون في مجلات معترف بها دوليًا.
لذلك، فإن التحقق من فهرسة المجلة في Scopus قبل النشر يضمن لك فرصًا أكبر في الحصول على تمويل أو تعاون علمي من مؤسسات خارجية.
خطوات التحقق من أن المجلة مدرجة في Scopus
استخدام الموقع الرسمي لـ Scopus Sources
الطريقة الرسمية للتحقق من إدراج أي مجلة هي عبر صفحة البحث المخصصة في موقع Scopus، والمعروفة باسم Scopus Sources، والتي يمكن الوصول إليها عبر الرابط:
https://www.scopus.com/sources
عند الدخول إلى الموقع، يمكنك استخدام شريط البحث للبحث عن اسم المجلة باللغة الإنجليزية أو رقمها التعريفي (ISSN).
البحث باسم المجلة أو رقم ISSN
في خانة البحث، اكتب اسم المجلة بدقة كما هو مكتوب في موقعها الرسمي. يفضل استخدام رقم ISSN لأنه فريد ولا يتكرر.
ستظهر النتائج التي تطابق الاسم أو الرقم، وبجانبها بيانات تفصيلية عن حالة الفهرسة، والناشر، والدولة، ونطاق التخصص.
قراءة تفاصيل النتيجة
عند العثور على المجلة المطلوبة، اضغط على اسمها لفتح صفحتها الخاصة في Scopus.
ستجد معلومات مفصلة مثل اسم الناشر، المجال العلمي، حالة الفهرسة (Active أو Discontinued)، إضافة إلى سنوات النشر المغطاة.
إذا كانت حالة المجلة “Active”، فهذا يعني أنها ما زالت مفهرسة وتقبل الأبحاث. أما إذا كانت “Discontinued”، فهذا يشير إلى أنها كانت مفهرسة في الماضي فقط.
التأكد من حالة الفهرسة (Active or Discontinued)
بعض الباحثين يقعون في خطأ النشر في مجلات تم إيقافها من Scopus دون علمهم.
لذلك، من المهم التأكد من أن حالة الفهرسة في الموقع تظهر باللون الأخضر (Active).
كما يمكن الاطلاع على السبب المحتمل لإيقاف المجلة، والذي يكون عادة بسبب ضعف جودة التحكيم أو مخالفات أخلاقية في النشر.
التحقق من بيانات النشر عبر موقع المجلة
بعد التأكد من وجود المجلة في Scopus، يجب زيارة موقعها الإلكتروني الرسمي ومقارنة البيانات.
يجب أن تتطابق معلومات الناشر، ورقم ISSN، واسم المجلة مع تلك الظاهرة في Scopus.
أي اختلاف في التفاصيل أو استخدام روابط مختلفة يدل على احتمال وجود تقليد أو انتحال من قبل جهة أخرى.











